المنشورات

أحمد بْن أبي دؤاد بْن جرير، أبو عبد الله القاضي

واسم أبي دؤاد الفرج، ويقال: دعمي [3] ، ويقال اسمه كنيته.
ولي أحمد قضاء القضاة للمعتصم، ثم للواثق، وَكَانَ موصوفا [4] بالسخاء [5] ، غير أنه عَلَى مذهب الجهمية، وحمل السلطان عَلَى امتحان الناس بخلق القرآن. لولا مَا فعل من ذلك لاجتمعت الألسن عَلَى مدحه، فإنه كَانَ قد ضم إِلَى علمه الكرم الواسع، فلم يكن لَهُ أخ من إخوانه إلا بنى لَهُ دارا، ثم وقف عَلَى ولده مَا يغنيهم أبدا، ولم يكن لأخ من إخوانه ولد إلا من جَارِية [هُوَ] [6] وهبها لَهُ وناوله رجل شسعا وقد انقطع شسع نعله فأعطاه خمسمَائة دينار [7] .
أَخْبَرَنَا [عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ] الْقَزَّازِ قَالَ: أخبرنا أحمد بن [علي بن] [8] ثابت قال: أخبرني محمد بن علي الصوري قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسن بْن حامد الأديب قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن محمد بْن سَعِيد الموصلي قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن عليل قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بْن السري الكاتب قَالَ: حدثني محمد بْن عبد الملك الزيات قَالَ: كَانَ رجل من ولد عمر بْن الخطاب لا يلقى ابْن أبي دؤاد وحده ولا [9] فِي محفل إلا لعنه ودعا عَلَيْهِ، وابن أبي دؤاد [10] لا يرد عَلَيْهِ شيئا، قَالَ محمد: فعرضت لذلك الرجل حاجة إلى المعتصم، فسألني أن أرفع قصته إليه، فمطلته واتقيت ابْن أبي دؤاد، فلمَا ألح علي عزمت على أن أوصل قصته [إليه] [1] ، فدخلت يومَا عَلَى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وقصته معي واغتنمت غيبة ابْن أبي دؤاد فدفعت [2] القصة فِي يد أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، فلمَا قرأها دفعها إِلَى ابْن أبي دؤاد، فلمَا نظر إليها واسم الرجل فِي أولها قَالَ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عمر بْن الخطاب [3] ، يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عمر بْن الخطاب، يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عمر بْن الخطاب ينبغي أن نقضي لولده كل حاجة لَهُ، فوقع [لَهُ] [4] أمير المؤمنين بقضاء الحاجة.
115/ أقال محمد بْن عبد الملك: / فخرجت والرجل جالس، فدفعت لَهُ [5] القصة وقلت: تشكر لأبي عبد الله القاضي، فهو الذي اعتنق قصتك، وسأل أَمِير الْمُؤْمِنِينَ فِي قضاء حاجتك، قَالَ فوقف ذلك الرجل حَتَّى خرج ابْن أبي دؤاد فجعل يدعو لَهُ ويتشكر لَهُ، فَقَالَ لَهُ: اذهب [6] عافاك الله، فإني إنمَا [7] فعلت ذلك لعمر بْن الخطاب، لا لك [8] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرحمن [بن محمد قال:] أخبرنا [أحمد بْن علي بْن ثابت] [9] الخطيب قَالَ: أخبرنا الحسين [10] بْن عثمَان الشيرازي قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو علي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [11] قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الحسن بْن الحسين [12] القاضي قَالَ: حدثني الحسن [13] بْن منصور قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن ثواب قَالَ: سألت أحمد بْن حنبل [14] عمن يقول القرآن [المجيد] [15] مخلوق؟ قَالَ: كافر. قلت: فابن أبي دؤاد؟ قَالَ: كافر باللَّه العظيم [16] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي [الخطيب] قال: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: سمعت أبا الحسين بْن أبي القاسم يقول: سمعت أَبِي يقول: سمعت أبا الحسين بْن الفضل يقول: سمعت عَبْد العزيز بْن علي المكي يقول: دخلت عَلَى ابْن أبي دؤاد وَهُوَ مفلوج، فقلت: إني لم آتك عائدا، وإنمَا جئتك لأحمد الله عَلَى أنه سجنك فِي جلدك [1] .
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي [الخطيب] قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن بْن بِشْرَان [المعدل] قال [حدثنا عثمان بن أحمد قال] [2] حدثنا إسحاق بْن إبراهيم الختلي قَالَ: حَدَّثَنَا أبو يُوسُف يعقوب بْن موسى بْن الفيرزان ابْن أخي معروف الكرخي قَالَ: رأيت فِي المنام كأني وأخا لي نمر عَلَى نهر عيسى عَلَى الشط، فبينمَا نحن نمشي إذ امرأة تقول: مَا تدري مَا حدث الليلة؟ أهلك الله ابْن أبي دؤاد، فقلت لها: ومَا كَانَ سبب إهلاكه؟ قالت: أغضب الله فغضب الله عليه من فوق سبع سماوات [3] .
[قَالَ المؤلف:] [4] فلج ابْن أبي دؤاد. ثم مَات فِي محرم هَذِهِ السنة.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید