المنشورات

ذو النون المصري ابْن إبراهيم، أبو الفيض المصري وقيل اسمه: ثوبان وذو النون لقب، وقيل: اسمه الفيض

أصله من النوبة من قرية من قرى صعيد مصر، يقال لها: أخميم، فنزل مصر، وَكَانَ حكيمَا زاهدا واعظا، وجه إليه المتوكل، فحمل إِلَى حضرته بسامراء، حَتَّى رآه وسمع كلامه، ثم انحدر إِلَى بغداد، وأقام بِهَا مديدة، ثم انحدر إِلَى مصر، وأكثر الأسفار.
أسند الحديث عن مَالك، والليث بْن سعد، وسفيان بْن عُيَيْنة، والفضيل، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ محمد [1] بْن عبد الله بْن حبيب الصيرفي قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو سعد علي بْن أبي صادق قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله بْن مَاكويه [2] [قَالَ: حَدَّثَنَا] [3] ابْن محمد بْن دادويه قال: سمعت الحسن بْن علويه يقول: سمعت يوسف بْن الحسين [4] يقول: لمَا استأنست بذي النون المصري قلت: أيها الشيخ، مَا كَانَ بدو شأنك؟ قَالَ: كنت شابا صاحب لهو ولعب، ثم تبت وتركت/ ذاك [5] وخرجت حاجا إلى بيت الله الحرام، ومعي بضيعة، فركبت [6] في المركب مع تجار من مصر، وركب معنا شاب صبيح الوجه، كأن وجهه يشرق، فلما توسطنا البحر [7] فقد صاحب المركب كيسا فيه مَال، فأمر بحبس المركب، ففتش من فيه وأمتعتهم، فلمَا وصلوا إِلَى الشاب ليفتشوه، وثب وثبة من المركب حَتَّى جلس عَلَى أمواج البحر، وقام لَهُ الموج عَلَى مثال سرير، ونحن ننظر إليه من المركب، ثم قَالَ: يَا مولاي إن هؤلاء [8] اتهموني، وإني أقسم يَا حبيب قلبي أن تأمر كل دابة من هَذَا المكان أن تخرج رأسها وفي أفواهها جوهر، قَالَ ذو النون:
فمَا تم كلامه حَتَّى رأينا دواب البحر أمَام المركب وحواليه، وقد أخرجت [كل] [9] رءوسها، وفي فم كل واحدة فيها جوهرة [10] مضيئة تتلألأ، ثم وثب الشاب من الموج إِلَى البحر وجعل يتبختر عَلَى متن المَاء وَيَقُولُ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، 1: 5 حَتَّى غاب عن بصري، فهذا هُوَ الذي حملني عَلَى السياحة.
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد قال: [أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت] [11] الخطيب قال أخبرنا أبو سعد [12] المَاليني إجازة قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين [13] بْن رشيق، حَدَّثَنَا أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الأخميمي قَالَ: سمعت حيان بْن أحمد السهمي [14] يقول: مَات ذو النون المصري بالجيزة، وحمل فِي مركب حَتَّى عبر [15] به إِلَى الفسطاط خوفا عَلَيْهِ من زحمة الناس عَلَى الجسر، ودفن فِي جانب [16] مقابر أهل المعافر، وذلك فِي يوم الإثنين لليلتين [1] خلتا من ذي القعدة سنة ست وأربعين ومَائتين، وَكَانَ والده [يقال لَهُ:] [2] إبراهيم مَوْلَى لإسحاق بْن محمد الأنصاري، وَكَانَ لَهُ أربع بنين/ ذو النون، وذو الكفل، والهميسع، وعبد الباري، ولم يكن أحد منهم عَلَى طريقة ذي النون، وقيل:
توفي ذو النون سنة خمس، وقيل: سنة ثمَان [3] .





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید