المنشورات

عابد العباداني

أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أَحْمَد السمرقندي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن هبة الله الطبري، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ [1] بْنِ بِشْرَانَ [قَالَ:] [2] أَخْبَرَنَا الحسين بن صفوان.
وحدثنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد القرشي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو عَبْد اللَّهِ التميمي [قَالَ] [3] حَدَّثَنَا مسلم بْن زرعة بن حماد أبو المرضي- شيخ بعبادان له عبادة وفضل- قَالَ: ملح الماء [عندنا] [4] منذ نيف وستين سنة، وكان ها هنا رجل من أهل الساحل له فضل، قَالَ: ولم يكن في الصهاريج شيء فحضرت المغرب فهبطت لأتوضأ للصلاة من النهر، وذلك في رمضان، وحر شديد، فإذا أنا به وَهُوَ يقول: سيدي رضيت عملي حتى أتمنى عليك أم رضيت طاعتي حتى أسألك سيدي غسالة الحمام لمن عصاك كثيرة [5] سيدي لولا أني أخاف غضبك لم أذق [6] الماء، ولقد أجهدني العطش. قَالَ: ثم أخذ بكفه فشرب شربا صالحا، فعجبت من صبره على ملوحته، فأخذت من الموضع الذي أخذ فإذا هو بمنزلة السكر، فشربت حتى رويت.
قَالَ أبو المرضي: فقال لي هذا الشيخ يوما: رأيت فيما يرى النائم كأن رجلا يقول لي: قد فرغنا من بناء دارك لو رأيتها لقرت [7] عيناك، وقد أمرنا بتخدها والفراغ منها إلى سبعة أيام، واسمها السرور، فأبشر بخير. فلما كان يوم السابع وهو يوم الجمعة بكر للوضوء، فنزل في النهر وقد مد فزلق فغرق، فأخرجناه بعد الصلاة، فدفناه.
قَالَ أبو المرضي: فرأيته بعد ثالثة في النوم وهو يجيء إلى القنطرة وهو يكبر وعليه حلل خضر، فقال لي: يا أبا المرضي، أنزلني الكريم في دار السرور، فماذا أعد لي فيها؟ فقلت له: صف لي. فقال: هيهات يعجز الواصفون عن أن تنطق ألسنتهم بما فيها، فاكتسب مثل الَّذِي اكتسبت، فليت عيالي يعلمون أن قد هيئ لهم منازل معي، فيها كل ما اشتهت أنفسهم نعم [وإخواني] [8] وأنت معهم إن شاء الله. ثم انتبهت.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید