المنشورات

عمرو بن بحر بن محبوب، أبو عثمان الجاحظ البصري

كان جده أسود جمالا، وكان هو من متكلمي المعتزلة، وهو تلميذ أبي إسحاق النظام، والناس يعجبون بتصانيفه زائدا في الحد، وليس الأمر كذلك، بل له جيد ورديء.
حَدَّثَنَا أبو منصور عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد [1] أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي [الخطيب قال:] [2] أخبرنا الحسن [3] بن محمد الخلال [قَالَ:] حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد [4] بْن عمران [قال:] حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا [5] يموت بن المزرع [6] قَالَ:
قَالَ لنا عمرو بن بحر الجاحظ: ما غلبني قط إلا رجل وامرأة.
فأما الرجل: فإني كنت مجتازا في بعض الطرق [7] ، فإذا أنا برجل قصير بطين [8] . كبير الهامة، طويل اللحية، متزر بمئزر، وبيده مشط يسقي [به] [9] شقه ويمشطها به، فقلت في نفسي: رجل قصير بطين ألحى فاستزريته [10] ، فقلت: [أيها] [11] الشيخ، قد قلت فيك شعرا. فترك المشط من يده، وَقَالَ: قل. فقلت:
كأنك صعوة في أصل حش ... أصاب الحش طش بعد رش
فقال لي: اسمع جواب ما قلت. فقلت: هات. فقال [12] :
كأنك كندب في ذنب كبش ... مدلدلة وذاك الكبش يمشي [13] .
وأما المرأة: فإني كنت مجتازا في بعض الطرقات، فإذا أنا بامرأتين، وكنت راكبا على حمارة، فضرطت الحمارة، فقالت إحداهما للأخرى: وي، حمارة الشيخ تضرط. فغاظني قولها فأعننت [1] ثم قلت لهما: إنه ما حملتني أنثى قط [2] إلا وضرطت. فضربت يدها على كتف الأخرى وقالت: [لقد] [3] كانت أم هذا منه في جهد جهيد [4] تسعة أشهر [5] .
أَخْبَرَنَا [أَبُو] مَنْصُورٍ [6] الْقَزَّازُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بن علي [بن ثابت] [7] قَالَ:
أَخْبَرَنَا الصيمري [قَالَ:] أَخْبَرَنَا المرزباني [قَالَ:] أَخْبَرَنَا [أبو بكر] [8] الجرجاني، حَدَّثَنَا المبرد قَالَ: دخلت على الجاحظ في آخر أيامه [9] ، وهو عليل، فقلت له [10] :
كيف أنت؟ قَالَ: [11] كيف يكون من نصفه مفلوج، فلو نشر بالمناشير ما أحس به، ونصفه الآخر منقرس، فلو طارت الذبابة [12] بقربه لآلمته، والآفة فِي جميع هذا أني جزت التسعين [13] ، ثم أنشدنا [يقول] [14] :
أترجو أن تكون وأنت شيخ ... كما قد كنت أيام الشباب
لقد كذبتك نفسك لبس ثوب ... دريس كالجديد [1] من الثياب [2]
توفي الجاحظ في محرم هذه السنة.






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید