المنشورات

مُحَمَّد بن كرام، أبو عَبْد اللَّهِ السجزي

ولد بقرية من قرى [4] زريح، ونشأ بسجستان، ثم دخل بلاد خراسان، وسمع الحديث، وأكثر الرواية عن أحمد بن عبد الله الجويباري، ومحمد بن تميم الفاريابي، وكانا كذابين، وقد صرح في كتبه بأن الله جسم [تعالى عن ذلك] [5] ومن مذهب الكرامية: أن الله سبحانه مماس لعرشه، وأن ذاته محل للحوادث، [في هذيانات] [6] ، فلا هو سكت سكوت الزاهدين، ولا تفلق بكلام المتكلمين.
وذكره أبو حاتم بن حبان الْحَافِظ [7] في كتاب «المجروحين» فقال: كأنه خذل حتى التقط من المذاهب أردأها، ومن الأحاديث أوهاها [8] ثم جالس الجويباري، ومحمد بن تميم [9] ، ولعلهما [قد] [10] وضعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى [11] الصحابة والتابعين مائة ألف حديث، ثم جالس أَحْمَد [12] بن حرب الأصفهاني بنيسابور، فأخذ عنه التقشف، ولم يكن يحسن العلم، ولا الأدب، أكثر كتبه المصنفة صنّفها له مأمون بن أَحْمَد السلمي، وكان تلميذه.
وذكره أبو عَبْد اللَّهِ الحاكم فقال: جاور بمكة خمس سنين، ثم انصرف إلى سجستان، فباع ما كَانَ يملكه بمال وانصرف إلى نيسابور، فحبسه [مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن] طاهر [1] ، فلما أطلقه خرج إلى ثغور الشام، ثم عاد إلى نيسابور فحبسه مُحَمَّد بن [عَبْد اللَّهِ بن] [2] طاهر، وطالت محنته، وكان يغتسل كل جمعة، ويتأهب للخروج إلى الجامع، ثم يقول: للسجان: أتأذن لي في الخروج؟ فيقول: لا، فيقول:
اللَّهمّ إنك تعلم أني بذلت مجهودي، والمنع من غيري. ومكث بنيسابور أربع عشرة سنة، ثمانية منها في السجن، وكان يلبس في أول أمره [3] مسك ضان مدبوغ غير مخيط، وكان [4] عَلَى رأسه قلنسوة بيضاء، ويجلس فيعظ ويذكر.
خرج من نيسابور في شوال سنة إحدى وخمسين [ومائتين] [5] ، وتوفي ببيت المقدس في صفر سنة خمس وخمسين [6] ودفن بباب أريحاء بقرب يحيى بن زكريا عليهما السلام وكان [7] أصحابه ببيت المقدس نحو عشرين ألفا.






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید