المنشورات

العباس بن الفرج، أبو الفضل الرياشي، مولى محمد بن سليمان [1] [بن علي ابن عَبْد اللَّهِ بن العباس] ، من أهل البصرة.

ورياش: رجل من جذام، وكان أبو العباس عبدا لَهُ [3] ، فبقى عليه نسبه، وكان الرياشي من الأدب بمحل. قَالَ: [4] وكان من الثقات الحفاظ يحفظ كتب [5] أبي زيد، وكتب الأصمعي كلها، وقد سمع منه، وقرأ على أبي عثمان المازني «كتاب سيبويه» فكان [6] المازني يقول: قرأ على الرياشي الكتاب [7] ، وهو أعلم به منى.
وتوفي في هذه السنة قتله الزنج.
أخبرنا [أبو منصور] القزاز، أخبرنا [أحمد بن علي بن ثابت] [8] الخطيب أَخْبَرَنَا [ابن] الأزهري، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أبو القاسم الطيب بن علي التميمي أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن جعفر [9] النوفلي، عن الأصمعي قَالَ: خطبنا الرياشي بالبادية فحمد الله واثنى عليه ووحده واستغفره وصلى على نبيه فبلغ [10] فِي الإيجاز ثم قَالَ:
أيها الناس، إن الدنيا دار بلاء والآخرة دار قرار، فخذوا لمقركم من ممركم، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم، في الدنيا أنتم، ولغيرها خلقتم، أقول قولي هذا وأستغفر الله والمصلى عليه: رسول الله، والمدعو له الخليفة، والأمير جعفر بن سليمان. [11]
أخبرنا [أبو منصور] القزاز، [أخبرنا أحمد بن علي] [1] أَخْبَرَنَا أبو الحسين بن النقور، أَخْبَرَنَا القاضي أبو عَبْد اللَّهِ الحسين بن هارون [2] الضبي قَالَ: وجدت في كتاب أبي: أنشدني أبو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بن عمر الكاتب قَالَ: أنشدني المبرد، عن الرياشي:
فلو أن لحمي إذ [3] وهي لعبت به ... أسود كرام أو ضباع وأذؤب،
لهون من وجدي وسلي مصيبتي ... ولكنما أودى بلحمي أكلب
قَالَ أحْمَد بن محمد الأسدي [4] : وفي كتابه قَالَ: وأنشدني أبو عَبْد اللَّهِ قَالَ:
أنشدني أبي قَالَ: أنشدني الرياشي:
وتجزع نفس المرء من سب [مرة] [5] ... وتسمع عشرا بعدها ثم تسكت
[أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الجبار، أَخْبَرَنَا الشريف أبو بكر المكندري، أَخْبَرَنَا أبو الْحَسَن [6] بن الصلت قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بن القاسم الأنباري] [7] قَالَ: [أنشدنا] أَحْمَد بن مُحَمَّد الأسدي قَالَ: أنشدنا الرياشي:
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ... ولا يلين إذا قومته الخشب
قد ينفع الأدب الأحداث في مهل ... وليس ينفع في ذي الشيبة الأدب
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي [بن ثابت] ، أخبرنا الحسن ابن شهاب إجازة، أَخْبَرَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد بن بطة، حَدَّثَنَا أبو بكر بن الأنباري، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد الأسدي، حَدَّثَنَا على [8] بن أبي أمية قَالَ: لما كان من دخول الزنج البصرة ما كان، وقتلوا بها [1] من قتلوا، وذلك في شوال سنة سبع وخمسين ومائتين، بلغنا أنهم دخلوا على الرياشي المسجد بأسيافهم والرياشي قائم يصلى [2] الضحى، فضربوه بالأسياف، وقالوا: هات المال! فجعل الرياشي يقول: أي مال؟ حتى مات فلما خرج الزنج عن البصرة دخلناها فمررنا ببني مازن وهناك كَانَ ينزل الرياشي فدخلنا [3] مسجده فإذا به ملقى مستقبل القبلة كأنما وجه إليها، واذا شملة تحركها الريح، وقد تمزقت، واذا جميع خلقه صحيح سوى لم ينشق له بطن، ولم يتغير له حال، إلا أن جلده قد لصق بأعظمه ويبس، وذلك بعد مقتله [4] بسنتين [5] رحمه الله.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید