المنشورات

عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ ، أبو زرعة الرازي، مولى عياش بن مطرف القرشي

ولد سنة مائتين [5] ، وسمع أبا نعيم، وقبيصة، والقعنبي، وخلقا كثيرا. وكان إماما حافظا متقنا مكثرا صدوقا. وجالس أَحْمَد بن حنبل وذاكره، وكان أَحْمَد يقول: اعتضت بمذاكرته عن نوافلي، وما جاوز الجسر أحفظ من أبي زرعة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي بن ثابت، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن يوسف القطان، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد حمدويه قَالَ: سمعت أبا جعفر مُحَمَّد بن أَحْمَد الرازي يقول: سمعت أبا عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن [6] وارة يقول:
كنت عند إسحاق بن إبراهيم [7] بنيسابور، فقال رجل من أهل العراق: سمعت أَحْمَد بن حنبل يقول: صح من [8] الحديث سبع مائة ألف حديث وكسر، و [9] هذا الفتى- يعني أبا زرعة- قد حفظ ستمائة ألف [10] .
قال المصنف: وَقَالَ أبو بكر بن أبي شيبة: ما رأيت أحفظ من أبي زرعة.
وَقَالَ ابن راهويه: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة فليس له أصل.
وَقَالَ أبو يعلى الموصلي: ما سمعنا يذكر أحمد في الحفظ إلا كان اسمه أكثر من رؤيته إلا أبا زرعة، فإن مشاهدته كانت أعظم من اسمه.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي بن ثابت قالَ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بن أَحْمَد بن علي السوذرجاني قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن إسحاق بن منده [1] يقول: سمعت أبا العباس مُحَمَّد بن جعفر بن حمكويه الرازي يقول: سئل أبو زرعة [الرازي] [2] عن رجل حلف بالطلاق أن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث هل حنث؟
قَالَ: لا. ثم قَالَ أبو زرعة: احفظ مائتي ألف حديث كما يحفظ الانسان قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 وفي المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث [3] .
أخبرنا عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي قَالَ: كتب إلى أبو حاتم أَحْمَد بن الحسن بن مُحَمَّد بن خاموش الواعظ بخطه [4] قَالَ: سمعت أحمد بن الحسن بن مُحَمَّد العطار [5] يذكر عن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن جعفر الصيرفي قَالَ: حَدَّثَنَا أبو جعفر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سليمان التستري قَالَ: سمعت أبا زرعة يقول: إن في بيتي ما كتبته منذ [6] خمسين سنة، ولم أطالعه منذ كتبته، وإني أعلم في أي كتاب هو، وفي أي ورقة هو، في أي صفحة [7] هو، في أي سطر هو، وما سمعت أذني شيئا من العلم إلا وعاه قلبي، وإني أمشي في سوق بغداد فأسمع من الغرف صوت المغنيات فأضع أصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي [8] .
أَخْبَرَنَا [أَبُو مَنْصُورٍ] الْقَزَّازُ أَخْبَرَنَا [أَبُو بَكْرٍ بْنُ ثَابِتٍ] الْخَطِيبُ [1] أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [2] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فضالة النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ التُّسْتَرِيَّ يَقُولُ: حَضَرْنَا أَبَا زُرْعَةَ وَكَانَ فِي السُّوقِ، وَعِنْدَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ، فَذَكَرُوا حَدِيثَ التَّلْقِينِ، وَقَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَقِنُّوا مَوْتَاكُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ» . قَالَ: فَاسْتَحْيَوْا مِنْ أَبِي زُرْعَةَ، وَهَابُوا أَنْ يُلَقِّنُوهُ، فَقَالُوا: تَعَالَوْا نَذكر الْحَدِيثَ. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحٍ. وَلَمْ يُجَاوِزْ، وَالْبَاقُونَ سَكَتُوا.
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَهُوَ فِي السُّوقِ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي غَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ [3] اللَّهُ.
[تُوُفِّيَ أَبُو زُرْعَةَ بِالريِّ فِي آخِرِ ذِي الْحِجَّةِ مِنْ هَذِهِ السنة] [4] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بْنُ مُحَمَّدٍ] ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنِ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الفتح عبد الواحد بن أبي أَحْمَد الإستراباذي، أَخْبَرَنَا [أَحْمَد بن] [5] إبراهيم الهمداني، أَخْبَرَنَا أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي، حَدَّثَنَا الحسن بن عثمان، حَدَّثَنَا أبو العباس أَحْمَد بن مُحَمَّد المرادي قَالَ: رأيت أبا زرعة في المنام فقلت: يا أبا زرعة، ما فعل الله بك؟ قَالَ: لقيت ربي تعالى فقال لي: يا أبا زرعة، إني أوتي بالطفل فآمر به إلى الجنة، فكيف من حفظ السنن على عبادي، تبوأ من الجنة حيث شئت [6] .





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید