المنشورات

شخوص المعتضد لثلاث عشرة بقيت من المحرم بسبب هارون الشاري إلى ناحية الموصل

 فظفر به، وكان سبب ظفره: أنه [وجه] [1] الحسين بن حمدان إليه في جماعة، فقال الحسين: إن أنا جئت به يا أمير المؤمنين فلي ثلاث حوائج. قَالَ:
اذكرها! قَالَ: أولها إطلاق أبي، وحاجتان أسألهما بعد مجيئي به إليك. فقال المعتضد:
لك ذلك فامض [2] ! فمضى فجاء به، فخلع المعتضد عليه وطوقه بطوق من ذهب، وأمر بحل قيود أبيه إلى أن يقدم فيطلقه، وكتب المعتضد إلى بغداد بالظفر.
وفي هذه السنة: خرج عمرو بن الليث من نيسابور فخالفه [3] رافع بن هرثمة إليها، فدخلها وخطب بها لمحمد بن زيد الطالبي، وأبيه، فقال: اللَّهمّ أصلح الداعي إلى الحق. فرجع عمرو إلى نيسابور فعسكر خارج المدينة وخندق عَلَى عسكره لعشر خلون من ربيع الآخر، فناظر أهل نيسابور [4] ثم تواقعا فهزم رافعا ثم جاء الخبر بقتله.
ولعشر بقين من جمادي الأولى أمر المعتضد بالكتاب إلى جميع النواحي برد الفاضل من سهام المواريث على ذوي الأرحام، فنفذت [5] الكتب بذلك، وقرئت النَّاس [1] ، وكان السبب [في ذلك] [2] أنه استفتى القضاة في ذلك، فكتب أبو خازم القاضي، وعلى بن مُحَمَّد بن أبي الشوارب بردها على ذوي الأرحام فصدرت الكتب بذلك [3] وذكرا أنه اتفاق الصحابة عمر وعلي وابن مسعود وغيرهم، وإنما خالفهم زيد بن ثابت، فإنه رأى ردها إلى بيت المال، ولم يتابعه أحد [4] على ذلك، وأفتى يوسف بن يعقوب بقول زيد/، فأمر المعتضد بالعمل بما كتب به أبو خازم والإعراض [5] عن فتيا يوسف، وكتب بذلك إلى الآفاق.
وفي يوم السبت لأربع عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة شخص الوزير عبيد الله بن سليمان بن وهب إلى الجبل لحرب ابن [أبي] [6] دلف بأصبهان فاستأمنه، فأمنه [7] فصار إليه [فقدم به] [8] فجلس له المعتضد، وخلع عليه.
وفي رجب: أمر المعتضد بكري دجيل والاستقصاء عليه، وقلع صخر كان في فوهته يمنع الماء، فجبي لذلك من أرباب الإقطاعات والضياع أربعة آلاف دينار وكسرا [9] وأنفقت عليه.
وفي شعبان هذه السنة: كان الفداء بين المسلمين والروم، ففودي من المسلمين ألفان وخمسمائة وأربعة أنفس، فأطلقت المسلمون وأطلق الروم.
وفي هذه السنة: خلع على يوسف بن يعقوب القاضي، وقلد قضاء الجانب الشرقي من بغداد، وكلواذى، ونهر بين، والنهروانات، وكور دجلة والخط، وخلع عَلَى أبي حازم القاضي، وولي قضاء الشرقية من بغداد، ونادرويا، وشقي الفرات، وشاطئ دجلة إلى حد عمل [1] واسط مضافا إلى ما تولاه من القضاء بالكوفة وأعمالها، وذلك بعد أن مكثت بغداد ثلاثة أشهر وثمانية عشر يوما بعد وفاة إسماعيل بن إسحاق بغير قاض، ثم خلع على علي بن مُحَمَّد بن عبد الملك [2] بن أبي الشوارب لقضاء مدينة المنصور، وقطربُّل، مضافا إلى ما كان يتولاه من الحكم بسر من رأى، وتكريت، وطريق الموصل، وقعدت الجماعة في مساجد مدينة السلام بالرصافة، والشرقية، والغربية فقرءوا، عهدهم.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید