المنشورات

أَحْمَد بْن يحيى بْن زيد بْن يسار، أَبُو العباس الشيباني، مولاهم المعروف بثعلب

إمام الكوفيين في النحو واللغة، ولد سنة مائتين. وسمع إبراهيم بْن المنذر، ومحمد بْن زياد الأعرابي، وعبيد الله بن عمر القواريري، والزبير بن بكار، وغيرهم روى عنه ابن الأنباري، وابن عرفة، وأبو عمر الزاهد، وأبو معشر وغيرهم [3] وكان ثقة حجة دينا صالحا مشهورا بالصدق والحفظ.
وكان يقول: طلبت العربية واللغة في سنة ست عشرة ومائتين، وابتدأت بالنظر في حدود الفراء وسني ثماني عشرة، وبلغت خمسا وعشرين وما بقي عليّ مسألة للفراء [4] [و] لا شيء [من كتبه [5]] إلا [و] [6] قد حفظته، وسمعت من القواريري مائة ألف حديث.
[قَالَ أَبُو مُحَمَّد عبد الرحمن بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ: كَانَ بيني وبين أبي العباس مودة وكيدة، وكنت أستشيره في أموري، فجئته يوما أشاوره في الانتقال من محلة إلى أخرى لتأذي الجوار، فَقَالَ أبا مُحَمَّد: العرب تقول صبرك على أذى من تعرفه خير لك من استحداث من لا تعرف] [1] .
أَخْبَرَنَا القزاز، أخبرنا أبو بكر بن ثابت الخطيب [2] ، قَالَ: أخبرني [3] أَحْمَد بْن عَلي بْن الحسين المحتسب [4] ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عمر أَحْمَد بْن محمد بن موسى [ابن] [5] العلاف، قَالَ: حدثني أَبُو عمر الزاهد، قَالَ: كنت في مجلس أبي العباس ثعلب فسأله سائل عن شيء، فَقَالَ: لا أدري، فَقَالَ له: أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد؟ فَقَالَ له ثعلب: لو كَانَ لأمك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنت.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الْقَزَّازِ [6] ، قَالَ: أخبرنا أحمد بن عَلِيِّ [بْنِ ثَابِتٍ] [7] ، قَالَ: أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سليمان الكاتب، قَالَ: أنشدنا إسحاق بْن أَحْمَد الكاذي [8] ، قَالَ: أنشدنا ثعلب:
بلغت من عمري ثمانينا ... وكنت لا آمل خمسينا
فالحمد للَّه وشكرا له ... إذ زاد في عمرى ثلاثينا
وأسأل الله بلوغا إلى ... مرضاته آمين آمينا
توفي ثعلب يوم السبت، لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين [9] ، ودفن في مقبرة باب الشام وقبره ظاهر. وأدركه صمم في آخر عمره.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید