المنشورات

الْقَاسِم بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن سليمان، الوزير:

وزير المعتضد والمكتفي، وفوض إليه المكتفي جميع الأمور، ومرض في رمضان [في] هذه السنة، فأمر أن يطلق العمال من الحبوس، ويكفل من عليه مال [1] ، ويطلق من في الحبس من العلويين [2] الّذي أخذوا ظلما بسبب القرمطي الناجم بالشام، وزادت علته فاستخلف ابن أخيه [3] أبا أَحْمَد عبد الوهاب بْن الحسن بْن عُبَيْد اللَّهِ، فجاء يعرض على المكتفي [4] ، فلما خرج من بين يديه تمثل المكتفي:
ولما أبى إلا جماحا فؤاده ... ولم يسل عن ليلى بمال ولا أهل
تسلى بأخرى غيرها فإذا الذي ... تسلى بها تغري بليلى ولا تسلي
توفي الْقَاسِم يوم الأربعاء، لست خلون من ذي القعدة. وَكَانَ قد وجه في صدر نهاره بالعباس بْن الحسن أبي أَحْمَد، وأبي الحسن عَلي بْن عيسى إلى المكتفي، [5] وكتب معهما كتابا إليه يخبره أنه في آخر ساعة من ساعات الدنيا، ويسأله التفضل على ولده ومخلفيه، ويشير عليه بأن يستكتب [بعده] [6] أحد الرجلين اللذين أنفذهما إليه فاختار استكتاب العباس وخرجا بالجواب إليه [وتوفي] [7] في تلك الساعة.
قَالَ أَبُو بكر الصولي: ومن العجائب التي رأيتها أنا كنا نبكر لعيادة الْقَاسِم بْن عُبَيْد اللَّهِ كل يوم، فدخلنا يوم الأربعاء الذي توفي فيه إلى داره، فرأينا ابنيه [1] : أبا عَلي، وأبا جعفر قد خرجا، فقام الناس إليهما، ودنا العباس بْن الحسن فقبل يديهما فمات الْقَاسِم في بقية اليوم، وخوطب العباس بالوزارة فرأيته بعد العصر [2] [و] قد صار إلى دار الْقَاسِم، فخرج الولدان جميعا، فقبلا يده، وَكَانَ الحاصل من ضياع الْقَاسِم في كل سنة سبعمائة ألف دينار.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید