المنشورات

[محمد بن محمد] بْن إسماعيل بْن شداد، أَبُو عبد الله الأنصاري، القاضي المعروف بالجذوعي

حدث عن مسدد بْن مسرهد، وعلي بْن المديني، وابن نمير [3] وغيرهم.
[و] [4] روى عنه [أَبُو عمرو] [5] بْن السماك وغيره [6] وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بْنُ مُحَمَّدٍ] [7] ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي بن ثابت [8] ، [قال:
أخبرني عَلي بْن المحسن القاضي] [9] قَالَ: أخبرني أبي، قَالَ: قَالَ أَبُو الحسين مُحَمَّد بْن علي [بن] [10] الخلال البصري: حدثني أبي، وسمعته من غيره: أن القضاة والشهود بمدينة السلام [11] أدخلوا على المعتمد [على الله] [12] للشهادة عليه في دين كان عليه اقترضه عند الإضافة بالإنفاق على صاحب الزنج، فلما مثلوا بين يديه قرأ عليهم إسماعيل بْن بلبل الكتاب، ثم قَالَ: إن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه يأمركم بأن تشهدوا عليه بما في هذا الكتاب، فشهد القوم حتى بلغ الكتاب [13] إلى الجذوعي القاضي، فأخذه بيده، وتقدم إلى السرير، وَقَالَ: يا أمير المؤمنين، أشهد عليك بما في هذا الكتاب؟ فَقَالَ: اشهد، فَقَالَ: إنه لا يجوز أن أشهد، أو تقول نعم اشهد علي، قال:
نعم، فشهد في الكتاب ثم خرج، فَقَالَ المعتمد: من هذا؟ فقيل له: الجذوعي البصري، فقال: وما إليه؟ قالوا: ليس إليه شيء، فَقَالَ: مثل هذا لا ينبغي أن يكون مصروفا فقلدوه [واسطا فقلده إسماعيل وانحدر [1]] .
فاحتاج الموفق يوما إلى مشاورة الحاكم فيما يشاور في مثله، فَقَالَ: استدعوا القاضي، فحضر وَكَانَ قصيرا وله دنيه طويلة [2] فدخل في بعض الممرات ومعه غلام له فلقيه غلام [كان] [3] للموفق، وَكَانَ شديد التقدم عنده [وَكَانَ مخمورا] [4] ، فصادفه في مكان خال من الممر فوضع يده على دنيته حتى غاص رأسه فيها فتركه ومضى،. فجلس الجذوعي في مكانه، وأقبل غلامه حتى فتقها [5] وأخرج رأسه منها، وثنى رداءه على رأسه [6] وعاد إلى داره [7] ، وأحضر الشهود، فأمرهم بتسليم الديوان [8] ، ورسل الموفق يترددون، وقد سترت الحال عنه حتى ذكر بعض الشهود لبعض الرسل الخبر فعاد إلى الموفق فأخبره بذلك فأحضر صاحب الشرطة، وأمره بتجريد الغلام، وحمله إلى باب [9] دار القاضي وضربه هنالك ألف سوط، وَكَانَ والد هذا الغلام من جلة القواد ومحله محل من لو هم بالعصيان لأطاعه أكثر الجيش، فلم يقل شيئا وترجل القواد وصاروا إليه، وقالوا: مرنا بأمرك، فَقَالَ: إن الأمير الموفق أشفق عليه مني فمضى القواد بأسرهم مع الغلام إلى باب دار [10] الجذوعي، فدخلوا إليه وضرعوا له، فأدخل صاحب الشرطة والغلام، وَقَالَ [له] : لا تضربه، فَقَالَ: لا أقدم على خلاف الموفق، فقال:
فإني أركب إليه وأزيل ذلك عنه، فركب فشفع له [1] وصفح عنه.
وتوفي الجذوعي يوم السبت لست [2] خلون من جمادى الآخرة من هذه السنة ببغداد.




مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید