المنشورات

إبراهيم [بْن عبد الله] بْن مسلم، أَبُو مسلم البصري المعروف بالكجي والكشي:

ولد سنة مائتين، وعاش اثنتين وتسعين سنة. سمع مُحَمَّد بْن عبد الله الأنصاري، وأبا عاصم النبيل، والقعنبي [7] ، وغيرهم، وروى الحديث، وَكَانَ عالما ثقة جليل القدر، وأملى على الناس [8] ، وَكَانَ في مجلسه سبعة مستملين، كل واحد يبلغ صاحبه الذي يليه، وكتب الناس عنه قياما بأيديهم المحابر، ثم مسح المكان [وحسب من حضر بمحبرة] فبلغوا [9] نيفا وأربعين ألف محبرة سوى النظارة، وَكَانَ نذر أن يتصدق [10] إذا حدث بعشرة آلاف درهم [11] .
أَخْبَرَنَا [مُحَمَّد] [1] بْن ناصر، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمود بْن الفضل أَبُو نصر الأصبهاني، قَالَ: سمعت أبا حفص عمر بْن أَحْمَد بْن عمر السمسار، يقول: سمعت جماعة من أصحاب الفاروق بْن عبد الكبير الخطابي، يقولون: سمعنا الفاروق بْن عبد الكبير، يقول: لما فرغنا من قراءة كتاب السنن [2] على أبي مسلم الكجي، اتخذ لنا مأدبة أنفق فيها ألف [3] دينار.
وَقَالَ: شهدت اليوم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقبل قولي وحدي، ولو شهدت على دستجة بقل [4] لاحتجت إلى شاهد آخر [5] يشهد معي أفلا أصنعه شكرا للَّه تعالى.
وبلغني عن إسماعيل القاضي، قَالَ: سمعت بعض مشايخنا، يقول: كَانَ أَبُو مسلم الكجي [6] من قبل أن يحدث يجهز التمر [7] من البصرة إلى بغداد، وكان له هاهنا وكيل يبيعه له، فلما حدث بعث إلى وكيله [8] : إني قد حدثت وصدّقت في حَدِيث رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فتصدق بما عندك من التمر أو بثمنه إن كنت بعته [9] شكرا للَّه تعالى على ذلك.
أَخْبَرَنَا [أَبُو منصور] [10] القزاز، قَالَ: أخبرنا: أبو بكر [أحمد بن علي] [11] الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلي بْن مُحَمَّد القرشي، حَدَّثَنَا عبد الله [بْن إبراهيم بْن أيوب] بْن ماسي [12] قَالَ: حدثني أَبُو مسلم إبراهيم بْن عبد الله البصري الكجي، قَالَ: خرجت يوما سحرا فغرني القمر، وَكَانَ يوما باردا فإذا الحمام قد فتح، فقلت أدخل إلى الحمام قبل مضيي في حاجتي، فدخلت، فقلت للحمامي: يا حمامي أدخل حمامك أحد؟ فَقَالَ: لا، فدخلت الحمام فساعة فتحت الباب، قَالَ لي قائل: أَبُو مسلم أسلم تسلم. ثم أنشأ يقول:
لك الحمد إما على نعمة ... [وإما على نقمة] [1] تدفع
تشاء فتفعل ما شئته ... وتسمع من حيث لا يسمع [2]
قَالَ: فبادرت فخرجت وأنا جزع، فقلت للحمامي: أليس زعمت أنه ليس في الحمام أحد؟ فَقَالَ لي: هل سمعت شيئا؟ فأخبرته بما كَانَ، فَقَالَ: ذاك جني يتراءى لنا في كل حين/ وينشد الشعر، فقلت: هل عندك من شعره شيء؟ قَالَ [لي] [3] : نعم، فأنشدني:
أيها المذنب المفرط جهلا [4] ... كم تمادى وتركب الذنب جهلا
كم وكم تسخط الجليل بفعل ... سمج وهو يحسن الصنع فعلا
كيف تهدا جفون [5] من ليس يدري ... أرضى عنه من على العرش أم لا
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، قَالَ: أخبرنا [أحمد بن علي] [6] الخطيب، قال: أخبرنا ابن رَزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، قَالَ: مات أَبُو مسلم إبراهيم بْن عبد الله الكجي يوم الأحد لسبع خلون من المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وأحدر به إلى البصرة فدفن هناك.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید