المنشورات

يُوسُف بْن يعقوب بْن إسماعيل بْن حماد بْن زيد، أَبُو مُحَمَّد البصري

ولد سنة ثمان ومائتين، وسمع سليمان بْن حرب، وعمرو بْن مرزوق، ومسددا، وهدبة وغيرهم. روى عنه أَبُو عمرو بْن السماك، وأبو سهل بْن زياد، وأبو بكر الشافعي وغيرهم. وَكَانَ ثقة [8] وكان قد ولي القضاء بالبصرة في سنة ست وسبعين ومائتين، وضم إليه قضاء واسط، ثم أضيف إلى ذلك قضاء الجانب الشرقي من بغداد. وكان جميل الأمر حسن الطريقة ثقة عفيفا مهيبا عالما بصناعة القضاء، لا يراقب فيه [1] أحدا.
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن محمد [القزاز] [2] ، أخبرنا أحمد بْن علي بْن ثابت [3] ، أَخْبَرَنَا التنوخي، قال: أخبرني أبي، قَالَ: حدثني أبي، قَالَ: سمعت القاضي أبا عمر مُحَمَّد بْن يُوسُف، يقول: قدم خادم من وجوه خدم المعتضد باللَّه إلى أبي في حكم فجاء [4] ، فارتفع في المجلس فأمره الحاجب بموازاة خصمه، فلم يفعل إدلالا بعظم محله [5] من الدولة، فصاح أبي عليه، وَقَالَ: قفاه! أيؤمر بموازاة خصمه فيمتنع يا غلام [6] ! عمرو بْن أبي عمرو النخاس الساعة لأتقدم إليه ببيع هذا العبد، وحمل ثمنه إلى أمير المؤمنين، ثم قَالَ لحاجبه: خذ بيده وسو بينه وبين خصمه [فأخذ كرها وأجلس مع خصمه] [7] ، فلما انقضى الحكم انصرف الخادم، فحدث المعتضد بالحديث وبكى بين يديه، فصاح عليه المعتضد، وَقَالَ: لو باعك لأجزت بيعه وما رددتك [8] إلى ملكي أبدا، وليس خصوصك بي يزيل مرتبة الحكم، فإنه عمود السلطان وقوام الأديان توفي يُوسُف في رمضان هذه السنة، [وقد صرف عن القضاء] [9] .





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید