المنشورات

يُوسُف بْن الحسين بْن عَلي، أَبُو يعقوب الرازي:

صحب ذا النون المصري، وسمع أَحْمَد بْن حنبل. روى عنه أَبُو بكر النجاد.
أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أحمد بن عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، [2] ، قَالَ [3] : حدثني عبد العزيز [بْن أبي طاهر الصوفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عقيل بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَد السمسار، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن جعفر بْن الجنيد الرازي، قَالَ:
سمعت يُوسُف بْن الحسين، يقول: قيل لي: إن ذا النون المصري يعرف اسم الله الأعظم، فدخلت مصر، فذهبت إليه فبصر بي وأنا طويل اللحية ومعي ركوة طويلة، فاستبشع منظري فلم يلتفت إلي، فلما كَانَ بعد أيام جاء إليه رجل صاحب كلام، فناظر ذا النون فلم يقم ذو النون بالحجج عليه، فأخذته إلي وناظرته فقطعته فعرف ذو النون فضلي، فقام إلي وعانقني وجلس بين يدي وهو شيخ وأنا شاب، وَقَالَ: اعذرني فلم أعرفك، فعذرته وخدمته سنة، فلما كَانَ بعد رأس السنة، قلت له: يا أستاذ قد خدمتك وقد وجب حقي عليك، وقيل لي إنك تعرف اسم الله الأعظم وقد عرفتني فلا تجد له موضعا مثلي فأحب أن تعلمني إياه. قَالَ: فسكت عني ذو النون ولم يجبني وكأنه أومى إلي أنه يخبرني، قَالَ: فتركني بعد ذلك ستة أشهر ثم أخرج إلي من بيته طبقا ومكبة مشدودا في منديل، وَكَانَ ذو النون يسكن الجيزة، فَقَالَ: تعرف فلانا صديقنا في الفسطاط؟ قلت: نعم، قَالَ: فأحب أن تؤدي هذا إليه، فأخذت الطبق وهو مشدود وجعلت أمشى طول الطريق وأنا متفكر فيه مثل ذي النون يوجه إلى فلان ترى إيش هو؟
قَالَ: فلم أصبر إلى أن بلغت الجسر، فحللت المنديل ورفعت المكبة، فإذا فأرة قفزت من الطبق ومرت قَالَ: فاغتظت غيظا شديدا، وقلت: ذو النون يسخر بي ويوجه مع مثلي فأرة، فرجعت على ذلك الغيظ، فلما رآني عرف ما بي، فَقَالَ: يا أحمق، إنما جربناك، ائتمنتك على فأرة فخنتني على اسم الله الأعظم؟ سر عني فلا أراك.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْن عَلي قَالَ: حدثني] [1] عبد العزيز بْن عَلي [2] الأزجي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد المفيد [3] قَالَ: سمعت أبا الحسن عَلي بْن إبراهيم الرازي/، يقول: حكى لي أَبُو خلف الوزان، عن يُوسُف بْن الحسين أنه رئي فِي المنام، فقيل لَهُ: مَا فعل الله بك؟ قَالَ: غفر لي ورحمني فقيل: بماذا؟
قَالَ: بكلمة أو بكلمات قلتها عند الموت، قلت: اللهم أنى نصحت الناس قولا وخنت نفسي فعلا فهب لي خيانة فعلي لنصح قولي. توفي يُوسُف في هذه السنة.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید