المنشورات

فِي أول يوم من المحرم فتح سنان بْن ثَابِت الطبيب مارستان السيدة الّذي اتخذه لها بسوق يحيى على دجلة

وجلس فيه ورتب المتطببين، وكانت النفقة عليه كل شهر ستمائة دينار، وأشار سنان على المقتدر باتخاذ مارستان فاتخذه بباب الشام [فولاه سنان] [1] وسمي المقتدري، وكانت النفقة [عليه] [2] في كل شهر مائتي دينار.
وقرئت الكتب على المنابر [3] في صفر بما فتح الله عز وجل [على يد يسر [4] الأفشيني ببلاد الروم، وقرئت على المنابر في ربيع الأول بما فتح الله] [5] على ثمل [6] الخادم في بحر الروم.
وفى ربيع الآخر: توفي مُحَمَّد بْن خلف وكيع [7] ، فتقلد أبو جعفر ابن البهلول ما كَانَ/ يتولاه من القضاء بمدينة المنصور وقضاء الأهواز.
وفى هذا الشهر [1] شغب أهل السجن الجديد، وصعدوا السور، فركب نزار بْن مُحَمَّد [2] صاحب الشرطة، وحاربهم، وقتل منهم واحدا، ورمى برأسه إليهم فسكنوا.
وفى هذا الشهر [3] : ركب المقتدر إلى الثريا، وانصرف، فدخل من باب العامة [4] ، ووقف طويلا حتى رآه الناس، وأرجف الناس بمرض المقتدر وأشاعوا موته، فركب إلى باب الشماسية ثم انحدر في دجلة إلى قصره. حتى رأوه فسكنوا.
وفى جمادى الأولى: قبض على أبي الحسين [5] عَلي بْن مُحَمَّد بْن الفرات، ووكل بداره وما كَانَ فيها.
وفى هذه السنة: وثب بنو هاشم على عَلي بْن عيسى لتأخر أرزاقهم، فمدوا أيديهم إليه، فأمر المقتدر بالقبض عليهم وتأديبهم ونفاهم إلى البصرة، وأسقط أرزاقهم، فسأل فيهم عَلي بْن عيسى [فردوا] [6] فتواروا وقبض على ابنه وبيعت أمواله وأملاكه، وحوسب، وكان [مما أعطى] [7] سبعمائة ألف [دينار] [8] ، وَكَانَ السبب انه أخر إطلاق [أرزاقهم] [9] ، وأرزاق الجند، واحتج بضيق المال، [وَكَانَ قد] [10] صرفه إلى محاربة ابن أبي الساج، فطلب من المقتدر إطلاق مائتي ألف دينار من بيت المال [لإعطاء الجند] [11] ، فثقل ذلك على المقتدر، وراسل ابن الفرات [12] فإنه كَانَ قد ضمن له أن يقوم بسائر النفقات، فاحتج بما أنفق على محاربة ابن أبي الساج، فلم يسمع اعتذاره [1] . وكوتب في الوقت أَبُو مُحَمَّد حامد بْن العباس بالإصعاد إلى الحضرة [2] ، فتلقاه الناس، وبعثت إليه الألطاف، فلما قدم خلع عليه فركب وخلفه أربعمائة غلام لنفسه وصار إلى الدار بالمخرم فنزلها، وبان عجزه في التدبير، فأشير عليه أن يطلب عَلي بْن عيسى [يكون بين يديه ففعل، فأخرج عَلي بْن عيسى فحمل] [3] إلى حامد [4] ، فكان يحضر ومعه دواة وينظر في الأعمال ويوقع، وَكَانَ أَبُو على بْن مقلة ملازما لحامد يكتب بين يديه ويوقع بحضرته، وَكَانَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بْن إسماعيل [5] المعروف بزنجي يحضر أيضا بين يدي حامد، فقوي أمر أبي الحسن عَلي بْن عيسى حتى غلب على الكل، فكان يمضي الأمور في النقض والإبرام من غير مؤامرة حامد، وقد كَانَ يحضر دار حامد في كل يوم دفعتين مدة شهرين ثم صار يحضر كل يوم دفعة واحدة [6] ثم صار يحضر كل أسبوع مرة، ثم سقطت منزلة حامد عند المقتدر في أول صفر [7] سنة سبع وتبين هو وخواصه [8] أنه لا فائدة في الاعتماد عليه في شيء من الأمور، فتفرد حينئذ أَبُو الحسن عَلي بْن عيسى بتدبير جميع أمور المملكة، وصار حامد لا يأمر في شيء [بتة] [9] .
وقلد أَبُو عمر القاضي المظالم في جمادى الآخرة من هذه السنة، وفى هذه السنة أمرت السيدة أم المقتدر قهرمانة لها تعرف بثمل أن تجلس بالتربة التي بنتها بالرصافة للمظالم، وتنظر في رقاع الناس في كل جمعة، فجلست وأحضرت القاضي أبا الحسين بْن الأشناني [1] وخرجت التوقيعات على السداد [2] .
أَخْبَرَنَا ابن ناصر، قَالَ: أخبرنا أبو عبد الله الحُمَيْدِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن سعيد الحافظ، قَالَ: [3] قعدت ثمل القهرمانة في أيام المقتدر للمظالم، وحضر مجلسها القضاة والفقهاء [4] .
وفيها حج بالناس الفضل بْن عبد الملك [5] .






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید