المنشورات

عَبْد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز بْن المرزبان بْن سابور بْن شاهنشاه، أَبُو الْقَاسِم ابن بنت أَحْمَد بْن منيع

بغوي الأصل، ولد ببغداد سنة ثلاث عشرة ومائتين، وقيل: سنة أربع عشرة في رمضان، وهو أصح، ورأى أبا عبيد ولم يسمع منه، وسمع من يحيى بْن معين جزءا [2] ، فأخذه منه موسى بْن هارون، فرماه في دجلة، وَقَالَ: أتريد أن تجمع في الرواية بين الثلاثة: أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وعلي بْن المديني.
وَكَانَ البغوي يقول: أحصيت المشايخ الذين لا يروي عنهم اليوم غيرى، فكانوا سبعة وثمانين شيخا.
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أخبرنا عَلي بْن المحسن، قَالَ: سمعت عمر بْن أحمد الواعظ، يقول: سمعت عبد الله بْن مُحَمَّد البغوي، يقول: قرأت بخط جدي أَحْمَد بْن منيع: ولد أَبُو الْقَاسِم ابن بنتي يوم الاثنين في شهر رمضان [3] سنة أربع عشرة ومائتين، وأول ما كتب الحديث سنة خمس وعشرين ومائتين عن إسحاق بْن إسماعيل الطالقاني.
قَالَ الخطيب: وسمع البغوي عَلي بْن الجعد، وخلف بْن هشام البزار، ومحمد بْن عبد الوهاب الحارثي، وأبا الأحوص مُحَمَّد بْن حيان البغوي، وعُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عائشة التيمي، وأبا نصر التمار، وداود بن عمرو الضبي، ويحيى بْن عبد الحميد الحماني، وأحمد بْن حنبل، وعلي بْن المديني، وحاجب بْن الوليد، ومحمد بْن جعفر الوركاني، وبشر بْن الوليد القاضي، ومحمد بن حسان السمتي،ومحرز بْن عون، وهارون بْن معروف، وشيبان بْن فروخ، وسويد بْن سعيد، وأبا خيثمة زهير بْن حرب في آخرين من أمثالهم.
روى عنه يحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وعلي بْن إسحاق المادرائي، وعبد الباقي بْن قانع، وحبيب بْن الحسن القزاز، ومحمد بْن عمر الجعابي، وأبو بكر بْن مالك القطيعي، وعبد الله بْن إبراهيم الزينبي، وأبو حفص بْن الزيات، ومحمد بْن المظفر، وأبو عمر بْن حيويه، وأبو بكر بْن شاذان، والدارقطني، وابن شاهين، وأبو حفص الكتاني وخلق سوى هؤلاء لا يحصون. وَكَانَ ثقة ثبتا مكثرا فهما عارفا.
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد، قال: أخبرنا أحمد بْن علي بْن ثابت الخطيب، قَالَ: حدثني عَلي بْن أَحْمَد بْن عَلي المؤدب، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسحاق النهاوندي، حَدَّثَنَا الحسن بْن عبد الرحمن بْن خلاد، قَالَ: لا يعرف في الإسلام محدث وازى عبد الله بْن مُحَمَّد البغوي في قدم السماع، فإنه توفي في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وسمعناه يقول: حَدَّثَنَا إسحاق بْن إسماعيل الطالقاني سنة خمس وعشرين ومائتين.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، قَالَ: أخبرنا الخطيب، قال [1] : حدثني أبو الوليد الحسن بْن مُحَمَّد الدربندي، قَالَ: سمعت [أبا مُحَمَّد عبدان بْن أَحْمَد الخطيب ابن بنت أَحْمَد بْن عبدان الشيرازي، يقول: سمعت] [2] جدي يقول: اجتاز أَبُو الْقَاسِم البغوي بنهر طابق على باب مسجد، فسمع صوت مستمل فَقَالَ: من هذا؟ فقالوا: ابن صاعد، فَقَالَ ذاك الصبي؟ فقالوا: نعم، قَالَ والله لا أبرح من موضعي حتى أملي من هاهنا، فصعد الدكة وجلس، ورآه أصحاب الحديث فقاموا وتركوا ابن صاعد، ثم قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن حنبل الشيباني قبل أن يولد المحدثون، حَدَّثَنَا طالوت بْن عباد قبل أن يولد المحدثون، حَدَّثَنَا أَبُو نصر التمار قبل أن يولد المحدثون، فأملى ستة عشر حديثا عن ستة عشر شيخا ما كَانَ في الدنيا من يروي عنهم غيره.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْن عمر بْن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن الْحَسَن [1] بْن عَلِيّ بْن مالك، قَالَ: سألت موسى بْن هارون عن أبي الْقَاسِم بْن منيع، فَقَالَ: ثقة صدوق، لو جاز لإنسان أن يقال له فوق الثقة لقيل له. قلت له: يا أبا عمران فإن هؤلاء يتكلمون فيه، قَالَ: يحسدونه، ابن منيع لا يقول إلا الحق.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور عبد الرحمن بْن مُحَمَّد [الْقَزَّازُ] [2] ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ [3] أَحْمَدُ بْنُ علي [بن ثابت] [4] ، قَالَ: حدثني علي بن محمد بن نصر، قال: سمعت حمزة بن يوسف، يقول: سمعت أبا الحسين مُحَمَّد بْن غسان، يقول: سمعت الأردبيلي، يقول: سئل ابن أبي حاتم عن أبي الْقَاسِم البغوي [يدخل في الصحيح؟
قَالَ: نعم، قَالَ حمزة: سألت أبا بكر بْن عبدان عن أبي الْقَاسِم البغوي] [5] قَالَ: لا شك أنه يدخل [6] في الصحيح.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر أَحْمَد، حَدَّثَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق، قَالَ: سمعت الدارقطني يقول: كَانَ أَبُو الْقَاسِم بْن منيع قلما يتكلم على الحديث، فإذا تكلم كَانَ كلامه كالمسمار في الساج.
قَالَ مؤلف الكتاب: هذا كلام العلماء الأثبات في البغوي، وقد تكلم فيه أَبُو أَحْمَد بْن عدي بكلام حاسد لا يخفى سوء قصده.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْن أبي الفضل الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا حمزة بْن يُوسُف بْن إبراهيم السهمي، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد عبد الله بْن عدي الجرجاني، قَالَ: كَانَ أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْن مُحَمَّد البغوي وراقا في ابتداء عمره يورق على جده وعمه وغيرهما [7] ، ووافيت العراق سنة سبع وتسعين وما رأيت في مجلسه في ذلك الوقت إلا دون العشرة غرباء بعد أن يسألهم بنوه مرة بعد مرة حضور مجلس أبيهم فيقرأ عليهم لفظا، وَكَانَ مجانهم يقولون: في دار ابن منيع شجرة تحمل داود بْن عمرو الضبي من كثرة ما يروى عنه، وما علمت أن أحدا حدث عن عَلي بْن الجعد بأكثر مما حدث هو، وسمعه الْقَاسِم المطرز يوما يقول: حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ العيشي، فَقَالَ: الْقَاسِم في حرام من يكذب. فلما كبر وأسن ومات أصحاب الإسناد، احتمله الناس واجتمعوا عليه، ونفق عندهم ومع نفاقه وإسناده كَانَ مجلس ابن صاعد أضعاف مجلسه وحدث بأشياء أنكرت عليه، وَكَانَ معه طرف من معرفة الحديث والتصانيف.
قَالَ مؤلف الكتاب رحمه الله [1] : هذا كلام لا يخفى أنه صادر عن تعصب، والوراقة لا تضره، وقلة الجمع عليه لا تؤذيه، وكلام المجان لا أثر له، وقول المطرز خارج عن كلام أهل العلم، وقد ذكرنا قصته مع ابن صاعد على أن ابن صاعد قد سمع منه، وأما الذي أنكر عليه فما عرفنا أحدا أنكر عليه شيئا قط إلا أنه سها مرة في حديث، ثم أعلمهم أنه غلط، وهذا لا عيب فيه لأن الآدمي لا يخلو من الغلط.
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز، أخبرنا أحمد بن علي بْن ثَابِتٍ، قَالَ: حدثني العلاء بْن أبي المغيرة الأندلسي، أَخْبَرَنَا عَلي بْن بقاء الوراق، أَخْبَرَنَا عبد الغني بْن سعيد الأزدي، قَالَ: سألت أبا بكر مُحَمَّد بْن عَلي النقاش تحفظ شيئا مما أخذ على ابن بنت أَحْمَد بْن منيع؟ فَقَالَ لي: كَانَ غلط في حديث، عن مُحَمَّد بْن عبد الوهاب، عن ابن شهاب، عن أبي إسحاق الشيباني، عن نافع، عن ابن عمر، فحدث به عن مُحَمَّد بْن عبد الوهاب، وإنما سمعه من إبراهيم بْن هَانِئ، عن مُحَمَّد بْن عبد الوهاب، فأخذه عبد الحميد الوراق بلسانه ودار على أصحاب الحديث، وبلغ ذلك أبا القاسم ابن بنت أحمد ابن منيع، فخرج إلينا يوما فعرفنا أنه غلط فيه، وأنه أراد/ أن يكتب حَدَّثَنَا إبراهيم بْن هَانِئ، فمرت يده على العادة فرجع عنه، قَالَ أَبُو بكر: ورأيت فيه الانكسار والغم، وَكَانَ ثقة رحمه الله.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلي الخطيب، أَخْبَرَنَا ابن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن عَلي الخطبي، قَالَ: توفي أَبُو الْقَاسِم بْن منيع ليلة الفطر في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ودفن يوم الفطر وقد استكمل مائة سنة وثلاث سنين وشهرا.
قَالَ الخطيب: ودفن في مقبرة باب التبن.
قَالَ المصنف: ورأيت في بعض الروايات أنه مات وهو صحيح السمع والبصر والأسنان، يطأ الإماء.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید