المنشورات

محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية، أبو بكر الأزدي

ولد في سكة صالح بالبصرة سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ونشأ بعمان، وتنقل في جزائر البحر والبصرة وفارس، وطلب الأدب، وعلم النحو واللغة، وكان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار، وورد بغداد بعد أن أسن فأقام بها إلى آخر عمره، وحدث عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي، وأبي حاتم، والرياشي، وَكَانَ المقدم في حفظ اللغة والأنساب، وله شعر كثير، روى عنه أَبُو سعيد السيرافي وأبو بكر ابن شاذان، وأبو عُبَيْد اللَّهِ المرزباني وغيرهم. وَكَانَ يقال: أَبُو بكر بْن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي بن ثابت، قَالَ: حدثني عَلي بْن مُحَمَّد بْن نصر، قَالَ: سمعت حمزة يُوسُف، يقول: سألت الدارقطني عن ابن دريد؟ فَقَالَ: [قد] [1] تكلموا فيه.
قَالَ حمزة: وسمعت أبا بكر الأبهري المالكي، يقول: جلست إلى جنب ابن دريد، وهو يحدث ومعه جزء فيه: [قَالَ الأصمعي: فكان يقول في واحد حَدَّثَنَا الرياشي، وفى آخر] [2] حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، [وفى آخر حَدَّثَنَا] [3] ابن أخي الأصمعي، عَنِ الأصمعي، كما يجيء على قلبه. وَقَالَ أَبُو منصور الأزهري/ دخلت على ابن دريد فرأيته سكران فلم أعد إليه.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا الخطيب، قَالَ: كتب إلي أَبُو ذر الهروي: سمعت ابن شاهين يقول: كنا ندخل على ابن دريد ونستحي مما نرى من العيد ان المعلقة، والشراب المصفى موضوع، وقد كَانَ جاز التسعين سنة.
وتوفي يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان هذه السنة فلما حملت جنازته إذا بجنازة أبي هاشم الجبائي، فَقَالَ الناس: مات علم اللغة [والكلام] [1] بموت ابن دريد والجبائي، ودفنا جميعا في الخيزرانية.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز، قَالَ أَبُو بَكْر بْن ثَابِت الخطيب: أَخْبَرَنَا عَلي بْن أبي عَلي، عن أبيه، قَالَ: حدثني أَبُو عَلي الحسن بْن سهل بْن عبد الله الإيذجي القاضي، قَالَ: لما توفي أَبُو هاشم الجبائي ببغداد واجتمعنا لندفنه فحملناه إلى مقابر الخيزران في يوم مطير، ولم يعلم بموته أكثر الناس، وكنا جميعة في الجنازة، فبينا نحن ندفنه! إذ حملت جنازة أخرى معها جميعة عرفتهم بالأدب [2] فقلت لهم: جنازة من هذه؟ فقالوا:
جنازة أبي بكر بْن دريد. فذكرت حديث الرشيد لما دفن مُحَمَّد بْن الحسن والكسائي بالري في يوم واحد، فأخبرت أصحابنا وبكينا على والكلام والعربية طويلا وافترقنا.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید