المنشورات

أَبُو جعفر المجذوم

كَانَ شديد العزلة عن الخلق، وهو من أقران أبي العباس بْن عطاء، وله كرامات.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بن علي بن ثَابِت [2] ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلي بْن الفتح، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرحمن السلمي، قَالَ: سمعت علي بن سعيد المصيصي، يقول: سمعت مُحَمَّد بْن خفيف، يقول: سمعت أبا الحسين الدراج، قَالَ: كنت أحج فيصحبني جماعة، فكنت أحتاج إلى القيام معهم والاشتغال بهم، فذهبت سنة من السنين وخرجت إلى القادسية، فدخلت المسجد، فإذا رجل في المحراب مجذوم وعليه من البلاء شيء عظيم، فلما رآني سلم عَلي وَقَالَ لي: يا أبا الحسين عزمت على الحج؟ فقلت: نعم، على غيظ وكراهية له [قَالَ] [3] : فَقَالَ لي:
فالصحبة، فقلت في نفسي: أنا هربت من الأصحاء أقع في يدي مجذوم، قلت: لا، قَالَ لي: افعل، قلت: لا والله لا أفعل، فقال: يا أبا الحسن يصنع الله للضعيف حتى يتعجب القوي، فقلت: نعم، على الإنكار عليه، قَالَ: فتركته فلما صليت العصر مشيت إلى ناحية المغيثة، فبلغت من الغد ضحوة، فلما دخلنا إذا أنا بالشيخ فسلم عَلي، وَقَالَ لي: يا أبا الحسين يصنع الله عز وجل للضعيف حتى يتعجب القوي، قَالَ:
فأخذني شبه الوسواس [4] في أمره قَالَ: فلم أحس حتى بلغت القرعاء على الغدو [5] فبلغت مع الصبح، فدخلت المسجد فإذا أنا بالشيخ قاعد، وَقَالَ لي: يا أبا الحسين يصنع الله للضعيف حتى يتعجب القوي، قَالَ: فبادرت إليه فوقعت بين يديه على وجهي، فقلت: المعذرة إلى الله عز وجل وإليك، قال لي: مالك؟ قلت: أخطأت، قَالَ: ما هو؟ قلت الصحبة، قَالَ: ألست حلفت [6] ؟ وإنا نكره أن نحنثك [7] قال: قلت:
فأراك في كل منزل قَالَ ذلك لك، قَالَ: فذهب عني الجزع والتعب في كل منزل ليس لي هم إلا الدخول إلى المسجد، فأراه إلى أن بلغت المدينة فغاب عني فلم أره، فلما قدمت مكة حضرت أبا بكر الكتاني، وأبا الحسن المزين، فذكرت لهم فقالوا لي: يا أحمق، ذاك أَبُو جعفر المجذوم، ونحن نسأل الله أن نراه، فقالوا: إن لقيته فتعلق به لعلنا نراه قلت: نعم.
فلما خرجنا من منى ومن عرفات لم ألقه، فلما كَانَ يوم الجمرة رميت الجمار فجذبني إنسان، وَقَالَ لي: يا أبا الحسين [السلام عليك، فلما رأيته لحقني من رؤيته شيء عظيم، فصحت وغشي عَلي وذهب عني وجئت إلى مسجد الخيف وأخبرت أصحابنا، فلما كان يوم الوداع طفت وصليت خلف [1] المقام ركعتين [2] ، ورفعت يدي، فإذا إنسان خلفي يجذبني، فَقَالَ لي: يا أبا الحسين] [3] عزمت عليك أن لا تصيح، قلت: لا أسالك أن تدعو لي، فَقَالَ: سل ما شئت، فسألت الله تعالى ثلاث دعوات فأمن على دعائي وغاب عني فلم أره. فسألته عن الأدعية فَقَالَ: أما أحدها قلت: يا رب حبب إلي الفقر فليس شيء في الدنيا أحب إلي منه، والثاني: قلت: اللَّهمّ لا تجعلني أبيت ليلة ولي شيء أدخره لغد وأنا منذ كذا وكذا سنة ما لي شيء أدخره، والثالث: قلت: اللَّهمّ إذا أذنت لأوليائك أن ينظروا إليك فاجعلني منهم وأنا أرجو ذلك.




مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید