المنشورات

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْقَاسِم، أَبُو عَلي الروذباري

أصله من بغداد وسكن مصر، وَكَانَ من أبناء الرؤساء والوزراء والكتبة، وصحب الجنيد، وسمع الحديث، وحفظ منه [شيئا] [1] كثيرا، وتقدم [2] ، وقد ذكروا في اسمه غير ما قلنا، فمنهم من قال هو: أَحْمَد بْن مُحَمَّد، ومنهم من قَالَ: «الحسن بْن همام» والصحيح ما ذكرنا.
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أحمد بن عَلي الحافظ، قَالَ: قرأت على مُحَمَّد بْن أبي الحسن الساحلي، عن أبي العباس أَحْمَد بْن مُحَمَّد النسوي، قَالَ:
سمعت [أَحْمَد بْن أَحْمَد الرازي، يقول:] [3] سمعت مُحَمَّد بْن عمر [الجعابي] [4] الحافظ، يقول: قصدت عبدان الأهوازي، فقصد مسجدا، فرأيت شيخا وحده قاعدا في المسجد حسن الشيبة، فذاكرني بأكثر من مائتي حديث في الأبواب، وكنت قد سلبت في الطريق، فأعطاني الذي كَانَ عليه، فلما دخل عبدان المسجد ورآه اعتنقه وبش به، فقلت لهم: من هذا الشيخ؟ قالوا: هذا أَبُو عَلي الروذباري، فرأيت من حفظه الحديث ما يتعجب منه [5] وحكى [عنه] [6] أَبُو عبد الرحمن السلمي أنه كَانَ يقول: أستاذي في التصوف الجنيد، وفى الحديث والفقه إبراهيم الحربي، وفى النحو ثعلب.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ [بْنِ ثَابِتٍ] [6] ، قَالَ:
أخبرنا إبراهيم [بْن] [7] هبة الله الجرباذقاني، [حَدَّثَنَا معمر بْن أَحْمَد الأصبهاني، قَالَ:
بلغني عن أبي عَلي الروذباري] [8] أنه قَالَ: أنفقت على الفقراء كذا وكذا ألفا فما وضعت شيئا في يد فقير فإني كنت أضع ما أدفع إلى الفقراء في يدي فيأخذه من يدي حتى تكون يدي تحت أيديهم ولا تكون يدي فوق يدي فقير.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أَحْمَد بْن عَلي الحافظ، قَالَ: أنشدنا أَبُو طالب يحيى بن علي الدسكري الروذباري:
ولو مضى الكل مني لم يكن عجبا ... وإنما عجبي للبعض كيف بقي
أدرك بقية روح فيك قد تلفت ... قبل الفراق [1] فهذا آخر الرمق
توفي أَبُو على الروذباري في هذه السنة، وقيل: في سنة ثلاث وعشرين.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید