المنشورات

مُحَمَّد بْن إسماعيل، المعروف بخير النساج، يكنى أبا الحسن

من كبار الصوفية من أهل سامرا، سكن بغداد، وصحب سريا وأبا حمزة، وتاب في مجلسه إبراهيم الخواص والشبلي.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي [بن ثابت] [4] [أخبرنا يحيى بْن عَلي] [5] ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد العزيز بْن أبي الحسن القرميسيني، قَالَ: سمعت عَلي بْن عبد الله الهمذاني، يقول: حَدَّثَنَا عَلي بْن مُحَمَّد الفرضي، حَدَّثَنَا أَبُو الحسين [6] المالكي، قَالَ: كنت أصحب خير النساج سنين كثيرة، ورأيت له من كرامات الله ما يكثر ذكره غير أنه قَالَ لي قبل وفاته بثمانية أيام [7] : إني أموت يوم الخميس المغرب، وأدفن يوم الجمعة قبل الصلاة وستنسى فلا تنساه.، قَالَ أَبُو الحسين فأنسيته إلى يوم الجمعة/ فلقيني من خبرني بموته، فخرجت لأحضر جنازته فوجدت الناس راجعين، فسألتهم: لم رجعوا؟ فذكروا أنه يدفن بعد الصلاة، فبادرت ولم ألتفت إلى قولهم فوجدت الجنازة قد أخرجت قبل الصلاة أو كما قَالَ، فسألت من حضره [عن حاله] [1] عند خروج روحه، فَقَالَ: إنه لما احتضر غشي عليه، ثم فتح عينيه وأومأ إلى ناحية البيت، وَقَالَ: قف عافاك الله [فإنما] [2] أنت عبد مأمور وأنا عبد مأمور، وما أمرت به لا يفوتك وما أمرت به يفوتني، فدعني أمضي لما أمرت به، ثم امض لما أمرت به، فدعا بماء فتوضأ للصلاة وصلى ثم تمدد وغمض عينيه وتشهد ثم مات.
وأخبرني بعض أصحابنا أنه رآه في النوم، فَقَالَ: ما فعل الله بك؟ فَقَالَ: لا تسألني أنت عن ذا، ولكن استرحنا من دنياكم الوضرة.
بلغ خير النساج من العمر مَائة وعشرين سنة، وتوفي في هذه السنة.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید