المنشورات

عبد الله بْن مُحَمَّد بْن زياد بْن واصل بْن ميمون، أَبُو بكر الفقيه النيسابوري

مولى أبان بْن عثمان بْن عفان كَانَ من أهل نيسابور، ولد سنة ثمان وثلاثين ومائتين، ورحل في طلب العلم إلى العراق والشام ومصر، وسكن بغداد، وحدث بها عن [مُحَمَّد بْن] [4] يحيى الذهلي، وعباس الدوري وخلق كثير. روى عنه دعلج، وابن حيويه، وابن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين، والمخلص وغيرهم. واجتمع له العلم بالفقه والحديث، وَكَانَ ثقة صالحا، قَالَ الدارقطني: لم نر في مشايخنا أحفظ منه للأسانيد والمتون، وَكَانَ أفقه المشايخ، جالس الربيع والمزني.
أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر بْن ثَابِت، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني [5] ، حَدَّثَنَا يُوسُف بْن عمر [6] بْن مسرور، قَالَ: سمعت أبا بكر النيسابوري، [يقول:] [7] أعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل إلا جاثيا، ويتقوت كل يوم بخمس حبات، ويصلي صلاة الغداة على طهارة عشاء الآخرة، ثم قَالَ: أنا هو وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن، أيش أقول لمن زوجني؟ ثم قَالَ في أثر هذا: ما أراد [الله] إلا الخير.
أنبأنا ابن ناصر، عن [أبي] [8] القاسم ابن السَّرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَطَّةَ،قَالَ: كنا نحضر في مجلس أبي بكر النيسابوري لنسمع منه الزيادات، وَكَانَ يحزر أن في المجلس ثلاثين ألف محبرة، ومضى على هذا مدة يسيرة، ثم حضرنا مجلس أبي بكر النجاد وَكَانَ يحزر أن في مجلسه عشرة آلاف محبرة، فتعجب الناس من ذلك، وقالوا:
في هذه المدة ذهب ثلثا الناس [1] .
توفي أَبُو بكر النيسابوري في ربيع الآخر من هذه السنة، ودفن بباب الكوفة.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید