المنشورات

في غرة المحرم ظهرت في الجو حمرة شديدة من ناحية الشمال والمغرب، وظهرت فيها أعمدة بيض عظيمة كثيرة العدد.

وفيها أن الخبر ورد بأن أبا على [1] الحسن بْن بويه الديلمي صار إلى واسط، [فانحدر الراضي وبجكم فأنصرف أَبُو على من واسط] [2] ، ورجع الراضي إلى بغداد.
وفيها: أن بجكم تزوج سارة بنت أبي عبد الله مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب البريدي على صداق مبلغه مائتا ألف درهم.
وفيها في شعبان: بلغت زيادة الماء في دجلة تسعة عشر ذراعا، [وبلغت زيادة الفرات] [3] إحدى عشرة ذراعا.
وانبثق بثق من نواحي الأنبار فاجتاح القرى وغرق الناس والبهائم والسباع، وصب الماء في الصراة إلى بغداد [ودخل الشوارع في الجانب الغربي من بغداد] [4] ، وغرق شارع الأنبار، فلم يبق فيه منزل، وتساقطت الدور والأبنية على الصراة، وانقطع بعض القنطرة العتيقة والجديدة.
وفى هذا الشهر توفي قاضى القضاة أَبُو الحسين عمر بْن مُحَمَّد، وولى ابنه أَبُو نصر يُوسُف.
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد، قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ علي بْن ثابت، قَالَ: حَدَّثَنَا التنوخي، قال: حَدَّثَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر، قَالَ: لمَا كَانَ يوم الخميس لخمس بقين من شعبان خلع الراضي على أبي نصر يُوسُف بْن عمر بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف وقلده قضاء الحضرة بأسرها الجانب الشرقي والغربي والمدينة والكرخ وقطعه من أعمال السواد، وخلع على أخيه أبي مُحَمَّد الحسين بْن عمر لقضاء أكثر السواد، ثم صرف الراضي أبا نصر عن مدينة المنصور بأخيه الحسين في سنة تسع وعشرين، وأقره على الجانب الشرقي.
وفى يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة: أشهد أَبُو عَلي بْن أبي موسى الهاشمي عن نفسه ثلاثين شاهدا من العدول بأنه لا يشهد عند القاضي أبي نصر يُوسُف بْن عمر ببغداد، وأخذ خطوط الشهود أنه عدل مقبول الشهادة.
وفى يوم الاثنين لثمان بقين من ذي الحجة: أسجل القاضي أَبُو نصر يُوسُف بْن عمر بأن [1] أبا عبد الله بْن أبي موسى الهاشمي ساقط الشهادة بشهادة عشرين عدلا عليه بذلك.
وفى مستهل ذي القعدة: وافى رسول أبي طاهر الجنابي القرمطي، فأطلق له من مال السلطان خمسة وعشرون ألف دينار من جملة خمسين ألف دينار [2] ، ووفق عليها على أن يبذرق بالحاج، فبذرقهم في هذه السنة.
وفى هذا الشهر: صرف أَبُو عبد الله البريدي عن الوزارة واستوزر سليمان بْن الحسن، وَكَانَ البريدي قد ضمن واسطا وأعمالها بستمائة ألف دينار.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید