المنشورات

مُحَمَّد بن يحيى بن عَبْد اللَّهِ بن العباس بن محمد بن صول، أبو بكر الصولي

كان أحد العلماء بفنون الآداب، حسن المعرفة بأخبار الملوك، وأيام الخلفاء، ومآثر الأشراف، وطبقات الشعراء، وحدث عن أبي داود السجستاني، وثعلب، والمبرد، وأبي العيناء، والكديمي، وأبي رويق [4] وخلق كثير، وكان واسع الرواية، حسن الحفظ [5] حاذقا بتصنيف الكتب، وكان له بيت عظيم مملوء كتبا، وكان يقول: كل هذه الكتب سماعي. ونادم جماعة من الخلفاء، وصنف سيرهم، وله أبوة حسنة، فإن جده صول وأهله كانوا ملوك جرجان، ثم رأس أولاد صول في الكتابة، وتقلد [6] الأعمال السلطانية، وكان أبو بكر حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، وله شعر حسن، روى عنه ابن حيويه، [وأبو الحسن] [7] الدارقطنيّ، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بن علي [1] [بن ثابت] / قال: أنشدني أبو القاسم الأزهري قال: أنشدنا عبيد الله بن محمد المقرئ [2] قال أنشدنا أبو بكر الصولي لنفسه:
أحببت من أجله من كان يشبهه ... وكل شيء من المعشوق معشوق
حتى حكيت بجسمي ما بمقلته ... كأن سقمى من جفنيه مسروق
ومن أشعاره:
شكى إليك ما وجد ... من خانه فيك الجلد
لهفان إن شئتَ اشتكى ... ظمآن إن شئت ورد
صب إذا رام الكرى ... نبهه [3] لذع الكمد
يا أيها الظبي الذي ... تصرع عيناه الأسد
أما لأسراك فدى؟ ... أما لقتلاك قود؟
ماذا على من جار في ... أحكامه لو اقتصد
ما ضره لو أنه ... أنجز ما كان وعد
هان عليه سهري ... في حبه لما رقد
واها لغر غره ... أنا وصلناه وصد
بمقلتيه حور ... وقده فيه غيد
وقال أبو بكر الصولي: حضرت باب علي بن عيسى الوزير ومعنا جماعة من أجلاء الكتاب، فقدمت دواة وكتبت:
خلفت [4] على باب ابن عيسى كأنني ... قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
إذا جئت أشكو طول فقري وخلتي ... يقولان لا تهلك أسى وتجمل/
ففاضت دموع العين من قبح ردهم ... على النحر حتى بل دمعي محملي
لقد طال تردادي وقصدي إليهم ... فهل عند رسم دارس من معوِّل
فنما الخبر إليه فاستدعاني وقال: يا صولي، فهل عند رسم دارس من معوِّل؟
فاستحييت وقلت: أيد الله [1] الوزير ما بقي شيء، وأنا كما ترى، فأمر لي بخمسة آلاف [درهم] [2] فأخذتها وانصرفت.
خرج أبو بكر الصولي لإضاقة يد عن بغداد [3] ، فتوفي بالبصرة في هذه السنة.




مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید