المنشورات

محمد بن عمر بن سالم بن البراء بن سبرة بن سيار، أبو بكر قاضي الموصل، ويعرف بابن الجعابي

ولد سنة أربع وثمانين ومائتين، وحدث عن يوسف القاضي وجعفر الفريابي، وخلق كثير، وكان أحد الحفاظ المجودين، صحب أبا العباس بن عقدة وعنه أخذ الحفظ، وله تصانيف كثيرة في علوم الحديث/.
روى عنه الدارقطني، وابن شاهين، وابن رزقويه [3] ، وكان أبو علي الحافظ يقول: ما رأيت في البغداديين أحفظ منه، وقد رأي ابن صاعد، وأبا بكر النيسابوري، وغيرهما.
أخبرنا القزاز، أخبرنا الخطيب قال: حدثني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي قَالَ: سمعت محمد بن الحسين بن الفضل القطان يقول: سمعت أبا بكر الجعابي [4] يقول: دخلت الرقة وكان لي ثم قمطر من كتب، فأنفذت غلامي إلى ذلك الرجل الذي كتبي عنده، فرجع الغلام مغمومًا فقال: ضاعت الكتب، فقلت: يا بني لا تغتم، فان فيها مائتا ألف حديث لا يشكل عليّ منها حديث لا إسنادًا ولا متنًا.
أنبأنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا علي بن أبي علي، عن أبيه قال: ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر الجعابي [5] وسمعت من يقول: إنه يحفظ مائتي ألف حديث،ويجيب في مثلها إلا أنه كان يفضل الحفاظ بأنه كان يسوق المتون بألفاظها [1] وأكثر الحفاظ يتسامحون [2] في ذلك، وكان يزيد عليهم بحفظ المقطوع والمرسل والحكايات، ولعله يحفظ من هذا قريبا مما يحفظ من الحديث المسند، وكان إمامًا في المعرفة بعلل الحديث وثبات الرجال، ومعتلهم، وضعفائهم، وأساميهم، وأنسابهم، وكناهم، ومواليدهم، وأوقات وفاتهم، ومذاهبهم، وما يطعن به على كل أحد [3] وما يوصف به السداد، وكان في آخر عمره قد انتهي هذا العلم إليه حتى لم يبق في زمانه من يتقدمه فيه في الدنيا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي الحافظ قال: حدثني علي بن عبد الغالب الضراب قال: سمعت أبا الحسن بن رزقويه [4] يقول، كان ابن الجعابي [5] يملي فتمتلئ السكة التي يملي فيها، والطريق، ويحضره ابن المظفر والدارقطني، ولم يكن يملي الأحاديث كلها بطرقها/ إلا من حفظه.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بْنُ مُحَمَّدٍ] [6] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْن علي قَالَ: حدثني الحسن بْن محمد الأشقر قال: سمعت القاضي أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي يقول: سمعت الجعابيّ [7] يقول: أحفظ أربعمائة ألف حديث، وأذاكر بستمائة [8] ألف حديث.
قال المصنف رحمه الله: كان الجعابي [9] يتشيع، ويسكن باب البصرة، وسئل عن حديثه الدارقطني فقال: خلط. وقال البرقاني: كان صاحب غرائب، ومذهبه معروف في التشيع، وقد حُكِيَ عنه قلة دين، وشرب الخمر، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ: أن ابن الجعابي لما مات صُلِّيَ عليه في جامع المنصور، وحمل إلى مقابر قريش فدفن بها، وكانت سكينة نائحة الرافضة تنوح مع جنازته، وكان أوصى أن تحرق كتبه، فأحرق [1] جميعها، أحرق معها كتب للناس [2] كانت عنده.
وقال الأزهري: فحدثني أبو الحسين بن البواب قال: كان لي عند ابن الجعابي مائة وخمسون جزءًا فذهبت في جملة ما أحرق.
توفي ابن الجعابي في [نصف] [3] رجب من هذه السنة [4] .





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید