المنشورات

الحسين بن علي بن محمد بن يحيى أبو أحمد النيسابوري، ويقال له: حسينك

ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين، ورباه [أَبُو بَكْرٍ] [2] مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، فسمع منه الحديث ومن غيره بنيسابور، وسمع ببغداد، والكوفة، روى عنه أبو بكر البرقاني/، وقال: كان ثقة جليلا وحجة، وأكثر أثار نيسابور منوطة بأهل بيته.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي بن ثابت، أخبرني محمد بن علي [3] المقرئ، عن محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري قال: كان حسينك تربية أبي بكر ابن خزيمة. وجاره الأدنى وفي حجره من حين ولد إلى [أن] [4] توفي أبو بكر وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، وكان ابن خزيمة إذا تخلف عن مجالس السلاطين بعث بالحسين نائبا عنه، وكان يقدمه على جميع أولاده، ويقرأ له وحده ما لا يقرأه لغيره، وكان يحكي أبا بكر في وضوئه وصلاته، فأني ما رأيت في الأغنياء أحسن طهارة ووضوءا منه [5] وصلاة [منه] [6] ولقد صحبته قريبا من ثلاثين سنة في الحضر والسفر وفي الحرو [في] [7] البرد، فما رأيته ترك صلاة الليل، وكان يقرأ [في] [8] كل ليلة سبعا من القرآن، ولا يفوته ذلك، وكانت صدقاته دائمة في السر والعلانية، ولما وقع الاستنفار لطرسوس، دخلت عليه وهو يبكي ويقول: قد دخل الطاغي ثغر المسلمين طرسوس، وليس في الخزانة ذهب ولا فضة، ثم باع ضيعتين نفيستين من أجل ضياعه بخمسين ألف درهم، واخرج عشرة من الغزاة المتطوعة الأجلاد بدلا من نفسه. وسمعته غير مرة يقول: اللَّهمّ إنك تعلم أني لا أدخر [9] ما أدخره، ولا أقني من هذه [1] الضياع إلا للاستغناء عن خلقك، والإحسان إلى أهل السنة والمستورين.
توفي في ربيع الآخر من هذه السنة وصلى عليه أبو أحمد الحافظ [2] بنيسابور.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید