المنشورات

عبد الكريم الطائع للَّه أمير المؤمنين، ابن المطيع [للَّه] :

قد ذكرنا كيف قبض عليه بهاء الدولة أبو نصر بن عضد الدولة، وكيف خلع واعتقل وحمل إلى دار المملكة، ونفذ إلى القادر الكتاب عليه بخلعه نفسه، ثم سلم بعد ذلك إلى القادر، فأقام عنده إلى أن توفي ليلة عيد الفطر من هذه السنة، وقد بلغ ستا وسبعين سنة، وكانت خلافته سبع عشرة سنة وتسعة أشهر وأياما، وصلى عليه القادر وكبر خمسا، وحمل إلى الرصافة، فدفن فيها، وشيعه الأكابر والخدم، ورثاه الرضى فقال:
أي طود لك من أي جبال ... لقحت أرض به بعد حيال
ما رأى حي نزار قبلها ... جبلا سار على أيدي الرجال
وإذا رامي المقادير رمى ... قد روع المرء أعوان النصال
أيها القبر الذي أمسى به ... عاطل الأرض جميعا وهو حالي
لم يواروا بك [1] ميتا إنما ... أفرغوا فيك ذنوبا [2] من نوال
عز من أمسى مفدى ظهره ... أخذ الأهبة يوما للزيال
لا أرى الدمع كفاء للجوى [3] ... ليس إن الدمع من بعدك غالي
وبرغمي أن كسوناك الثرى ... وفرشناك زرابي الرمال
وهجرناك على ضن الهوى [4] ... رب هجران على غير تقالي
لا تقل تلك قبور إنما ... هي أصداف على غر لآلئ





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید