المنشورات

عبد الواحد بن نصر بن محمد، أبو الفرج المخزومي الشاعر الملقب بالببغاء:

كان أديبا فاضلا وكاتبا مترسلا وشاعرا مجيدا [لطيفا] [3] .
5 خبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ على بن ثابت، / قال: أنشدنا أبو نصر أحمد بْن عَبْد اللَّه، قال: أنشدنا أبو الفرج عبد الواحد بن نصر لنفسه:
يا من تشابه منه الخلق والخلق ... فما تسافر إلا نحوه الحدث
ترديد دمعي في خديك مختلس ... وسقم جسمي من جفنيك مسترق
لم يبق لي رمق أشكو هواك به ... وإنما يتشكى من به رمق
أخبرنا محمد بن ناصر، أخبرنا محمد بن أبي نصر الحميدي، قال: أنشدنا أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران، قال: أنشدنا أبو الفرج المخزومي المعروف بالببغاء لنفسه:
طمعت ثم رأيت اليأس أجمل لي ... تنزها فخصمت الشوق بالجلد
تبدلت وتبدلنا وأخسرنا ... من ابتغى خلفا يسلى فلم يجد
قال: وأنشدنا أبو غالب، عن أبي الفرج الببغاء، قال: إنها من مشهور شعره إلى عميد الجيوش، ولم نسمعها منه:
سألت زماني بمن أستغيث ... فقال استغث بعميد الجيوش
فناديت ما لي به حرمة ... فجاوب حوشيت من ذا وحوشى
رجاؤك إياه يدنيك منه ... ولو كنت بالصين أو بالعريش
نبت بي دارى وفر العبيد ... وأودت ثيابي وبعت فروشى
/ وكنت ألقب بالببغاء ... قديما فقد مزق الدهر ريشي
وكان غذائي نقى الأرز ... فها أنا مقتنع بالحشيش
وكتب إليه أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي من الحبس، وكان قد زاره في محبسه بهذه الأبيات [1] .
أبا الفرج أسلم وابق وانعم ولا تزل ... يزيدك صرف الدهر حظا إذا نقص
مضت مدة أستام ودك غاليا ... فأرخصته والبيع غال ومرتخص
وآنستني من محبسي بزيارة ... شفت قرما من صاحب له قد خلص
ولكنما كانت كشجو لطائر ... فواقا كما يستفرص الفارص الفرص
فأحسبك استوحشت من ضيق موضعي ... وأوحشت خوفا من تذكرك القفص
كذا الكرز اللماح ينجو بنفسه ... إذا عاين الأشراك تنصب للقنص
فحوشيت يا قس الطيور فصاحة ... إذا أنشد المنظوم أو درس القصص
من المنشر الأشغي ومن حزة الهدى [2] ... ومن بندق الرامي ومن قصة المقص
ومن صعدة فيها من الدهر لهذم ... لفرسانكم عند الطراش بها قعص
/ فهذى دواهي الطير وقيت شرها ... إذا الدهر من أحداثه جرع الغصص
فكتب إليه [الببغاء جوابه] [3] :
أبا حامد مذ يمم المجد ما نكص [4] ... وبدر تمام مذ تكامل ما نقص
ستخلص من هذا السرار وإنما ... هلال توارى بالسرار [5] فما خلص
برأفة تاج الملة الملك الّذي ... بسؤدده في خطه المشتري خصص
تقنصت بالإنصاف شكري ولم أكن ... علمت بأن الحر بالبر يقتنص
وصادفت أسنى فرصة فانتهزتها ... بلقياك إذ بالحزم تنتهز الفرص
أتتني القوافي الباهرات بحمل البدائع ... من مستحسن الجد والرخص
فقابلت زهر الروض منها ولم يجد ... وأخرزت در البحر فيها ولم أغص
وإن كنت بالببغاء قدما ملقبا ... فكم لقب بالجور لا العدل مخترص
وبعد فما أخشى تقنص جارح ... وقلبك لي وكر [1] وصدرك لي قفص
توفي الببغاء في شعبان هذه السنة.




مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید