المنشورات

مهيار بن مرزويه، / أبو الحسن الكاتب الفارسي

كان مجوسيا فأسلم سنة أربع وتسعين وثلاثمائة وصار رافضيا غاليا، وفي شعره لطف إلا أنه يذكر الصحابة بما لا يصلح.
قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت بإسلامك في النار من زاوية إلى زاوية، قال: وكيف ذاك؟ قال: لأنك كنت مجوسيا فأسلمت فصرت تسب الصحابة.
وكان منزله بدرب رياح بالكرخ، وكانت امرأة تخدمه فكنست الغرفة فوجدت خيطا فإذا هو خيط هميان فيه مال وكان قد نزل الدار قوم من الخراسانية الحاج فأخبرته فلم يتغير، وقال لها: قد تعبت حتى خبأته فلماذا نبشته، وكان فيه ألفا دينار وسعى به إلى جلال الدولة فقبض عليه ثم أطلقه.
ومن مستحسن شعره قوله:
أستنجد الصبر فيكم وهو مغلوب ... وأسأل النوم عنكم وهو مسلوب
وأبتغي عندكم قلبا سمعت به ... وكيف يرجع شيء وهو موهوب
[ومنها] [1] :
ما كنت أعرف ما مقدار وصلكم ... حتى هجرتم وبعض الهجر تأديب
وله:
أجيراننا بالغور والركب متهم ... أيعلم حال كيف بات المتيم
رحلتم وعمر الليل فينا وفيكم ... سواء ولكن ساهرون ونوّم
تناءيتم من ظاعنين وخلفوا ... قلوبا أبت أن تعرف الصبر عنكم
/ ولما جلا التوديع عما حذرته ... ولم يبق إلا نظرة تتغنم
بكيت على الوادي فحرمت ماءه ... وكيف يحل الماء أكثره دم
ولما رأيت شعره مستحسنا كله اقتصرت على ما ذكرت.
وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید