المنشورات

في ربيع الآخر جلس رئيس الرؤساء أبو القاسم في صحن [1] السلام لوفاة أخت الأمير أبي نصر وهي زوجة الخليفة ولم يضرب الطبل في دار المملكة [أيام العزاء]

وعاد القتال بين أهل الكرخ وباب البصرة.
ومرض الملك أبو كاليجار في جمادي الأولى وفصد في يوم ثلاث مرات وهو في برية وحم فركب المهد ثم شق عليه فعملت له محفة على أعناق الرجال وقضى في ليلة الخميس فانتهب الغلمان الخزائن والسلاح والكراع وأحرق الجواري الخيم فما تركن إلا خيمة وخركاه هو فيها مسجى وولى مكانه ابنه أبو نصر وسموه الملك الرحيم وخرج من معسكره إلى دار الخلافة فركب من شاطئ دجلة عند بيت النوبة حتى نزل من صحن السلام في الموضع الذي نزل فيه عضد الدولة ومن بعده ووصل إلى حضرة الخليفة فقبل الأرض واجلس على كرسي وتكلم عنه بما أكثر [فيه] [3] الدعاء والشكر ثم أنهض ولبس الخلع [4] فلبس السبع الكاملة والعمامة السوداء، العمة الرصافية والطوق والسوارين وقلد سيفا بجزابل ووضع على رأسه التاج المرصع وبرز له لواءان معقودان وأحضر الكتاب بالتقليد والتقليب فسلم إليه بعد أن قرئ صدره ووصاه الخليفة باستعمال التقوى ومراعاة العقبى واتباع العدل في الرعية ونهض فقدم إليه فرس أدهم بمركب ذهب وخرج فنزل الطيار الخليفي وصعد منه إلى مضربه وجلس على سدته ساعة خدمه فيها الناس وهنئوه ثم نهض ودخل خيمه ونزع ما كان عليه وخرج وركب ومضى إلى ديالي وكان يوما مشهودا.
وفي يوم السبت لست بقين من جمادي الآخرة قبل القاضي أبو عبد الله بن ماكولا/ شهادة القاضي أبي يعلى بن الفراء.
وفي هذه السنة [1] : دار السور على شيراز وكان دوره اثنى عشر ألف ذراع وطول حائطه ثمانية أذرع وعرضه ستة أذرع وكان له أحد عشر بابا.
وفي هذه السنة [2] : أتى كثير من الغز من ما وراء النهر إلى ينال فقال لهم نضيق عن مقامكم عندنا والوجه أن نمضي إلى غزاة الروم ونجاهد فساروا وسار بعدهم فبقى بينه وبين القسطنطينية خمسة عشر يوما وحصل له من السبي زائد على مائة ألف رأس وغنم منهم أربعة آلاف درع وحمل ما وصل إليه على عشرة آلاف عجلة وعاد.
وفي شعبان هذه السنة: ختن ذخيرة الدين أبو العباس محمد بن القائم بأمر الله وذكر على المنابر بأنه ولى العهد.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید