المنشورات

محمد بن منصور ، أبو نصر الكندري، وزير طغرلبك

وكان يلقب عميد الملك، منسوب إلى «كندر طريثيث» قرية من قراها، وقد ينسب الكندري إلى قرية يقال لها «كندر» قريبا من قزوين، ومنها: أبو غانم، وأبو الحسن، ابنا عيسى بن الحسن الكندري سمعا أبا عبد الرحمن السلمي، وكتبا تصانيفه، ووقفا كتبا كثيرة.
وينسب الكندري إلى بيع «الكندر» منهم: عبد الملك بن سليمان، أبو 48/ أحسان/ سمع حسان بن إبراهيم، ذكره أبو سعيد بن يونس في «تاريخ مصر» .
وكان الكندري له فضل وله شعر، وكان طغرلبك قد بعثه ليتزوج له امرأة فتزوجها هو [6] فخصاه طغرلبك، ثم أقره على خدمته.
فلما مات وتمكن ألب أرسلان بعثه إلى مروالروذ، فقيل له: انه لا يؤمن. فبعث غلمانا لقتله، فدخلوا عليه فقال له أحدهم: قم فصل ركعتين وتب إلى الله تعالى.
فقال: أدخل أودع أهلي ثم أخرج [1] . فقالوا: افعل فنهض [2] فدخل إلى زوجته، وارتفع الصياح وعلق الجواري به نشرن شعورهن، وحثون التراب على رءوسهن، فدخل الغلام فقال: قم. قَالَ: خذ بيدي فقد منعني هؤلاء [الجواري من] [3] الخروج.
فخرج إلى مسجد هناك، فصلى فيه ركعتين، ثم مشي حافيا إلى وراء المسجد، فجلس وخلع فرجية سمورا عليه فأعطاهم إياها، وخرق قميصه وسراويله حتى لا يؤخذا، فجاءوا بشاروفة فقال: لست بعيار ولا لص فأخنق، والسيف أروح لي. فشدوا عينيه بخرقة خرقها هو من طرف كمه وضربوه بالسيف، وأخذوا رأسه وتركوا جثته، فأخذتها أخته، فحملتها إلى كندر بلده، وكان عمره نيفا وأربعين سنة.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید