المنشورات

محمد بن الحسين بن محمد [بن خلف بن أحمد] بن الفراء، أبو يعلى

ولد في محرم سنة ثمانين، وسمع الحديث الكثير، وحدث عن أبي القاسم بن حبابة، وأول ما سمع من أبي الطيب بن علي بن معروف [5] البزاز، وعلي بن عمر الحربي، وأملى الحديث، وهو آخر من حدث عن أبي القاسم موسى السراج، وكان عنده مصنفات قد تفرد بها، منها كتاب «الزاهر» لابن الأنباري فإنه [6] حدث به عن ابن سويد عنه. وكتاب «المطر» لابن دريد، وكتاب «التفسير» ليحيى بن سلام وغير ذلك،وكان من سادات الثقات، [1] وشهد عند قاضى القضاة أبى عبد الله بن ماكولا، والدامغاني، فقبلا شهادته وتولى النظر في الحكم بحريم دار الخلافة، وكان إماما في الفقه، له التصانيف الحسان الكثيرة/ في مذهب أحمد، ودرس وأفتى سنين، وانتهى إليه 151/ أالمذهب، وانتشرت تصانيفه وأصحابه، وجمع الإمامة، والفقه، والصدق، وحسن الخلق، والتعبد، والتقشف، [والخشوع] [2] ، وحسن السمت، والصمت، عما لا يعني واتباع السلف.
حدثنا عنه أبو بكر بن عبد الباقي، وأبو سعد الزوزني.
وتوفي في ليلة الاثنين وقت العشاء، ودفن يوم الاثنين لعشرين من رمضان هذه السنة، وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وغسله الشريف أبو جعفر بوصية إليه، وكان من وصيته إليه إن يكفن في ثلاثة أثواب، وأن لا يدخل [3] معه القبر غير ما غزله لنفسه من الأكفان، ولا يخرق عليه ثوب، ولا يقعد لعزاء، واجتمع له خلق لا يحصون، وعطلت الأسواق، ومشى مع جنازته القاضي أبو عبد الله الدامغاني وجماعة الفقهاء والقضاة والشهود، ونقيب الهاشميين أبو الفوارس طراد، وأرباب الدولة، وأبو منصور بن يوسف، وأبو عبد الله ابن جردة، وصلى عليه ابنه أبو القاسم عبيد الله وهو يومئذ ابن خمس عشرة سنة [4] ، وكان قد خلف عبيد الله، وأبا الحسن [5] ، وأبا حازم، وافطر جماعة ممن تبعه لشدة الحر، لأنه دفن في اليوم الثالث عشر [6] من آب، وقبره ظاهر بمقبرة باب حرب.
قَالَ أبو علي البرداني: رأيت القاضي أبا يعلى فقلت له: يا سيدي، ما فعل الله بك؟ فقال لي وجعل يعد بأصابعه: رحمني وغفر لي، ورفع منزلتي، وأكرمني. فقلت:
بالعلم؟ فقال لي: بالصدق.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید