المنشورات

محمد بن أحمد بن سهل، أبو غالب بن بشران النحوي الواسطي، ويعرف: بابن الخالة

ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة وكان عالما بالأدب وانتهت إليه الرحلة في اللغة سمع أبا الحسين علي بن محمد بن عبد الرحيم، وأبا القاسم علي بن طلحة، وأبا عبد الله الحسين بن الحسن العلويّ في آخرين، حدّث عنه أبو عبد الله [3] الحميدي وغيره، وله من الشعر المستحسن.
أخبرنا محمد بن ناصر قَالَ: أنشدنا أبو عبد الله الحميدي قَالَ: أنشدني أبو غالب بن بشران لنفسه:
يا شائدا للقصور كهلا ... أقصر فقصر الفتى الممات
لم يجتمع شمل أهل قصر ... إلا وقصراهم الشتات
وإنما العيش مثل ظل ... منتقل ما له ثبات
قَالَ: وأنشدني لنفسه:
سيان إن لاموا وإن غدروا ... ما لي عن الأحباب مصطبر
إن واصلوا شكروا، وإن هجروا ... عذروا، وما اجترموه مغتفر
/ لا غرو إن أغرى بحبهم ... إذ ليس لي في غيرهم وطر 60/ ب
فليفعلوا ما حاولوا فهم ... منى بحيث السمع والبصر
لا بد لي منهم وإن تركوا ... قلبي بنار الهجر يستعر
وعلى أن أرضى بما اصطنعوا ... وأطيعهم في كل ما أمروا
قَالَ: وأنشدني لنفسه:
ولما أثاروا العيس بالبين بينت ... غرامي لمن حولي دموع وأنفاس
فقلت لهم لا بأس بي فتعجبوا ... وقالوا الذي أبديته كله بأس
[تعوض بأنس الصبر من وحشة الأسى ... فقد فارق الأحباب من قبلك الناس]
[1] قَالَ: وأنشدني لنفسه:
ودعتهم ولي الدنيا مودعة ... ورحت ما لي سوى ذكراهم وطر
وقلت يا لذتي بيني لبينهم ... فإن صفو حياتي بعدهم كدر
لولا تعلل قلبي بالرجاء لهم ... ألفيته [2] إذ حدوا بالعيس [3] ينفطر
يا ليت عيسهم ويوم النوى نحرت ... أوليتها للضواري بالفلا جزر
يا ساعة البين أنت الساعة اقتربت ... يا لوعة البين أنت النار تستعر
قَالَ: وأنشدني لنفسه:
طلبت صديقا في البرية كلها ... فأعيا طلابي أن أصيب صديقا
بلى من تسمى بالصديق مجازة ... ولم يك في معنى الوداد صدوقا
فطلقت ود العالمين صريمة ... وأصبحت من أسر الحفاظ طليقا
توفي ابن بشران في منتصف رجب هذه السنة.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید