المنشورات

الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء، أبو علي المقرئ الفقيه المحدث

ولد في سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وقرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي وغيره، وسمع الحديث من ابني بشران، وهلال الحفار، وأبي الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه في خلق كثير، وتفقه على القاضي أبي يعلى بن الفراء، وصنف في كل فن، فحكى عنه أنه قَالَ: صنفت خمسين ومائة مصنف، وكان له حلقة بجامع القصر حيال المقصورة يفتي فيها ويقرئ الحديث، وحلقة بجامع المنصور، حدثنا عنه جماعة من مشايخنا، وتوفي ليلة السبت خامس رجب هذه السنة، وأم الناس في الصلاة عليه أبو محمد التميمي، ودفن في مقبرة باب حرب.
وقد حكى أبو سعد السمعاني قَالَ: سمعت أبا القاسم بن السمرقندي يقول: كان واحد من أصحاب الحديث اسمه الحسن بن أحمد بن عبد الله النيسابوري، وكان سمع الكثير، وكان ابن البناء يكشط من التسميع بورى ويمد السين، وقد صار الحسن بن أحمد بن عبد الله البناء، قَالَ: كذا قيل إنه يفعل هذا.
قَالَ المصنف: وهذا القول [2] بعيد الصحة لثلاثة أوجه: أحدها: أنه قَالَ «كذا [3] قيل» ولم يحك عن علمه بذلك، فلا يثبت هذا. والثاني: أن الرجل مكثر لا يحتاج إلى الاستزادة لما يسمع، ومتدين ولا يحسن أن يظن بمتدين الكذب. والثالث:
أنه قد اشتهرت كثرة رواية أبي علي بن البناء، فأين هذا الرجل الذي يقال له الحسن بن أحمد بن عبد الله النيسابوري، ومن ذكره، ومن يعرفه، ومعلوم/ أن من اشتهر سماعه لا 100/ أيخفى، فمن هذا الرجل، فنعوذ باللَّه من القدح بغير حجة.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید