المنشورات

القبض على إنسان يعرف بابن الرسولي الخباز

وفي ذي الحجة: قبض على إنسان يعرف: بابن الرسولي الخباز، وعلى عبد القادر [1] الهاشمي البزاز، وجماعة انتسبوا إلى الفتوة، وكان هذا ابن الرسولي قد صنّف شيئا [2] في معنى الفتوة وفضائلها وقانونها، وجعل عبد القادر المتقدم على من يدخل في الفتوة، وأن يكونوا تلامذته، وكتب لكل منهم منشورا وقلده صقعا، ولقب نفسه: كاتب الفتيان، وجعل ذلك طريقا إلى دعوات ومجتمعات تعود بمصلحته [3] ، وكتب إلى خادم لصحاب مصر بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم يعرف: بخالصة الملك ريحان الإسكندراني، قد ندب نفسه لرياسة الفتيان، وصارت المكاتبات من جميع البلدان صادرة منه واليه، والتعويل في هذا الفن وقف عليه، وعنَّ لابن الرسولي أن جعل اجتماعهم بمسجد براثا، وكان مسدود الباب مهجورا، ففتح بابه ونصب عليه بابا، ورتب فيه من يراعيه، فعرف ذلك أصحاب عبد الصمد فأنكروه وشكوه إلى الديوان،وعظموا ما يكون منه وما يتفرع عنه، وقالوا: إن هؤلاء القوم يدعون لصاحب مصر، ويجعلون ذكر الفتوة عنوانا لجمع الكلمة على هذا الباطن، فطالع الوزير عميد الدولة بالحال، فتقدم حينئذ بالقبض على ابن الرسولي وعبد القادر، و/ الكشف عن الحال، 104/ أووجد لابن الرسولي في هذا المعنى كتب كثيرة، وكتاب منه إلى الخادم المقدم ذكره، فاستخلاه الوزير عميد الدولة وسأله عن الداخلين في هذا الجهل، فأثبته له [1] جميعهم، وطلبوا فقبض على من وجد منهم، وهرب الباقون، وجعل الشحنة والوالي ذلك طريقا إلى [الشنقصة و] [2] قطع المصانعات عليهم، ونهبت دورهم، ثم أخذت فتاوى الفقهاء عليهم بوجوب كفهم عن هذا الفساد.






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید