المنشورات

محمد بن الحسين بْن عَبْد الله بن أحمد بن يوسف بن الشبل، أبو علي الشاعر

من أهل شارع دار الرقيق، سمع الحديث من أحمد بن علي البلدي وغيره، روى لنا عنه أشياخنا وكان أحد الشعراء المجودين، فمن جيد شعره:
لا تظهرن لعاذل أو عاذر ... حاليك في السراء والضراء
فلرحمة المتوجعين مرارة ... في القلب مثل شماتة الأعداء
وله:
يفنى البخيل بجمع المال مدته ... وللحوادث والأيام ما يدع
كدودة القز ما تبنيه يهدمها ... وغيرها بالذي تبنيه ينتفع
وقد روى من شعره ما يدل على فساد عقيدته وهو:
بربك أيها الفلك المدار ... أقصد ذا المسير أم اضطرار
مدارك قل لنا في أي شيء ... ففي أفهامنا عنك انبهار
ودنيا كلما وضعت جنينا ... عراه من نوائبها طوار
هي العشواء ما خبطت هشيم ... هي العجماء ما جرحت جبار [1]
فإن يك آدم أشقى بنيه ... بذنب ما له منه اعتذار
فكم من بعد غفران وعفو ... يغير ما تلا ليلا نهار
لقد بلغ العدو بنا مناه ... وحل بآدم وبنا الصغار
وتهنا ضائعين كقوم موسى ... ولا عجل أضل ولا خوار
فيا لك أكلة ما زال فيها ... علينا نقمة وعليه عار
نعاقب في الظهور وما ولدنا ... ويذبح في حشا الام الحوار
105/ أ/ ونخرج كارهين كما دخلنا ... خروج الضب أخرجه الوجار
وكانت أنعما لو أن كونا ... نشاور قبله أو نستشار
وما أرض عصته ولا سماء ... ففيم يغول أنجمها انكدار
وبعض هذه الأبيات يكفي في بيان قبح [2] العقيدة.
توفي ابن الشبل في محرم هذه السنة، ودفن بمقبرة باب حرب.




مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید