المنشورات

دخول خادمين لشرف الدولة عليه الحمام فخنقاه

وفي هذه السنة [2] : دخل خادمان لشرف الدولة مسلم بن قريش عليه الحمام فخنقاه [وأدركه أصحابه وقد شارف الموت، فنجا] [3] وقتل الخادمان.
وذكر محمد بن عبد الملك أن خادما واحدا وثب في الحمام فخنقه [4] وسمعت زوجته الصراخ [5] فبادرت إلى الحمام، فوجدته مغلقا فكسرت الباب، فخرج خادم فقال: إن هذا الأمير يراودني على نفسي، ويطلب مني الفاحشة، وأنا آبى ذلك. فخرج فركب فرسا فدخلت إليه فرأته تالفا، ثم ظفر بالخادم بعد [مغضبة] [1] أيام، فجيء به إلى شرف الدولة فقطع لسانه وقتله [2] .
وورد في هذه السنة من واسط خبر عجيب، جاء به كتاب ابن وهبان الواسطي:
يذكر قصة عجيبة وهي: أن امرأة عندهم في نهر الفصيلي أصابها الجذام حتى أسقط أنفها وشفتيها وأصابع يديها ورجليها، وجافت ريحها، وتأذى أهلها بها، فأخرجها زوجها وولدها إلى ظاهر المحلة على شوط منها، وعملوا لها كوخا فكانت فيه، ولا يمكن الاجتياز بها من نتن ريحها، وإنما كان ولدها يأتيها برغيفين يرميهما إليها، فجاء يوما فقالت له: يا بني، باللَّه قف حتى أبصرك وجئني بجرعة ماء أشربها. فلم يفعل وهرب.
وكان قريبا من الموضع جوبة ماء الكتان، فحملها العطش على قصدها، فتحاملت فوقعت عندها فأغمي عليها، فذكرت بعد إفاقتها أنها رأت رجلين وامرأتين جلوسا عندها فأخرجوا لها قرصين عليهما ورقة خضراء، وجاءوها بكراز فيه ماء وقالوا لها: كلي من هذا الخبز واشربي من هذا الماء. قالت: فكل ما أكلت عاد القرص كما كان إلى أن شبعت، وشربت من الكراز ماء لم أشرب قط ألذّ منه. فقلت: يا سادتي، من أنتم؟ فقال أحدهم: أنا الحسن، وهذا الحسين، وهذه خديجة الكبرى، وهذه فاطمة الزهراء، ثم 106/ ب أمر الحسن/ يده على صدري ووجهي، والحسين يده على ظهري، فعادت شفتاي وأنفي ونبتت أصابعي، وأقاموني فسقط مني نحو ثلاثين كهيئة صدف السمك، فأقبل الناس من البلاد لمشاهدتها والتبرك بها.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید