المنشورات

ثوران الفتنة بين السّنّة والشيعة

في هذا الشهر: ثارت الفتنة بين السنة والشيعة/، وقتل جماعة منهم أبو الحسن بن المهتدي الخطيب، وكانت الوقعة بين جامع المنصور والقنطرة العتيقة، فتولى قتال أهل السنة العميد والشحنة، ثم حاصر الطائفتان أياما فلم يقدر أحد أن يظهر، فجبي لهما مال تولى جبايته النقيبان، فتقدم أمير المؤمنين بالقبض على النقيبين [فحبس النقيبين] [2] ، فأنكرا ما فعلا، وألزم العميد الشحنة رد ما أخذا.
وفي هذا الشهر: قدم خدم ابن أبي هاشم [من مكة] [3] بخرق الدم معلقة على حراب الأضاحي، وخرج حجاب الديوان لتلقيهم، وعادوا والقراء بين أيديهم، فنزلوا وقبلوا العتبة الشريفة، وصاروا إلى دار الضيافة، فأدر عليهم ما جرت به العادة.
وبعث في هذه السنة صفائح ذهب وفضة لتعلق [4] على الباب ففعل ذلك، وقلع كل ما كان [على الباب مما] [5] عليه اسم صاحب مصر، وكتب اسم المقتدى.
وفي صفر أيضا: دخل عريف الصناع والفعلة والصناع معه على العادة إلى دار الخلافة، فخرج المقتدي باللَّه [6] يمشي في الدار، فخرج إليه ثلاثة من الرجال فقبلوا الأرض وقالوا: نحن رجال من رؤساء نهر الفضل صودرنا وعوقبنا، ولنا أربعة أشهر على الباب لم ينجز لنا حال، فتوصلنا إلى أن دخلنا في حد الروز جارية فقال: فمن فعل بكم هذا؟ قالوا: ابن زريق الناظر بواسط، فوعدهم الجميل فخرجوا، وتقدم من ساعته بإيضاح الحال، فإن كان كما ذكروا فليعزل ابن زريق عن أعمال واسط، وليصعد به منكلا. ثم تقدم إلى صاحب المظالم أن لا يطوى حال أحد من الرعية، ثم وصل 124/ ب أولئك وأحدرهم وأصحبهم من يستوفي من ابن زريق ما لهم، وينفذ فيه ما تقدم به.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید