المنشورات

عاصم بن الحسن بن محمد بن علي بن عاصم بن مهران أبو الحسين العاصمي

ولد سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، وهو من أهل الكرخ، يسكن باب الشعير، من ملاح البغداديين وظرفائهم، له الأشعار الرائقة النادرة المستحسنة، وكان من أهل الفضل والأدب، وسمع أبا عمر عبد الواحد بن مهدي، وأبا الحسين بن المتيم، وأبا الحسين بن بشران وغيرهم، وحدث عن أبي بكر الخطيب [7] ، وكان ثقة متقنا، حدثنا عنه أشياخنا كثيرا.
وأنشدونا من شعره:
ماذا على متلون الأخلاق ... لو زارني وأبثه أشواقي
وأبوح بالشكوى إليه تذللا ... وأفض ختم الدمع من آماقي
فعساه يسمح بالوصال لمدنف ... ذي لوعة وصبابة مشتاق
أسر الفؤاد ولم يرقّ لموثق ... ما ضره لو جاد بالإطلاق
إن كان قد لسعت عقارب صدغه ... قلبي فإن رضابه درياقي
يا قاتلي ظلما بسيف صدوده ... حاشاك تقتلني بلا استحقاق
ما مذهبي شرب السلاف وإنني ... لأحب شرب سلافة الأرياق
وسقيتني دمعي وما يروى به ... ظمأى ولكن لا عدمت الساقي
ومن شعره الرائق:
لهفي على قوم بكاظمة ... ودعتهم والركب معترض
لم تترك العبرات مذ بعدوا ... لي مقلة ترنو وتغتمض
رحلوا [1] فطرفي دمعه هطل ... جار وقلبي حشوه مرض
وتعوضوا لا ذقت فقدهم ... عني وما لي عنهم عوض 138/ ب
أقرضتهم قلبي على ثقة ... بهم فما ردوا الذي اقترضوا
وله:
أتعجبون من بياض لمتي ... وهجركم قد شيب المفارقا
فإن تولت شرتي فطالما ... عهدتموني مرخيا غرانقا
لما رأيت داركم خالية ... من بعد ما ثورتم الأيانقا
بكيت في ربوعها صبابة ... فأنبتت مدا معي شقائقا
[أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي، قَالَ: أنشدنا عاصم بن الحسن لنفسه:] [وله أيضا:
] [2] قَالَ المصنف رحمه الله: سمعت شيخنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي يقول:
قَالَ عاصم: مرضت فغسلت شعري، وكان [غسلي] [3] له في المرض.
توفي عاصم في جمادى الآخرة من هذه السنة، ودفن في مقبرة جامع المدينة.




مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید