المنشورات

أخذ الإفرنج بيت المقدس وقتل سبعين ألف مسلم

أخذ الإفرنج بيت المقدس في يوم الجمعة ثالث عشر شعبان، وقتلوا فيه زائدا على سبعين ألف مسلم، وأخذوا من عند الصخرة نيفا وأربعين قنديلا فضة كل قنديل وزنه ثلاثة آلاف وستمائة درهم، وأخذوا تنور فضة وزنه أربعون رطلا بالشامي [1] ، وأخذوا نيفا وعشرين قنديلا من ذهب، ومن الثياب وغيره ما لا يحصى، وورد المستنفرون من بلاد الشام، وأخبروا بما جرى [2] على المسلمين، وقام القاضي أبو سعد الهروي قاضى دمشق [في الديوان] [3] ، وأورد كلاما أبكى الحاضرين، وندب من الديوان من يمضى إلى العسكر ويعرفهم حال هذه المصيبة، ثم وقع التقاعد فقال أبو المظفر الأبيوردي قصيدة في هذه الحالة فيها [4] :
وكيف تنام العين ملء جفونها ... على هنوات أيقظت كل نائم
وإخوانكم بالشام يضحى مقيلهم ... ظهور المذاكي أو بطون القشاعم/ 20/ أ
تسومهم الروم الهوان وأنتم ... تجرون ذيل الخفض فعل المسالم
إلى أن قال:
وتلك حروب من يغب عن غمارها ... ليسلم يقرع بعدها سنّ نادم
يكاد لهن المستجن بطيبة [1] ... ينادى بأعلى الصوت يا آل هاشم
أرى أمتى لا يشرعون إلى العدى ... رماحهم والدين واهي الدعائم
ويجتنبون الثأر خوفا من الردى ... ولا يحسبون العار ضربة لازم
أترضى صناديد الأعاريب بالأذى ... وتغضى على ذل كماة الأعاجم
وليتهم أن لم يذودوا حمية ... عن الدين ضنوا غيرة بالمحارم
وإن زهدوا في الأجر إذ حمي الوغى ... فهلا أتوه رغبة في المغانم





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید