المنشورات

سعد الدولة الكوهرائين

أوكان من الخدم الأتراك الذين ملكهم/ أبو كاليجار بن سلطان الدولة من بهاء الدولة بن عضد الدولة، وانتقل إليه من امرأة، وكان الكوهرائين بعد إقبال الدنيا عليه ومسير الجيوش تحت ركابه يقصد مولاته، ويسلم عليها، ويستعرض حوائجها، وبعث به أبو كاليجار مع ابنه أبي نصر إلى بغداد فاعتقل طغرلبك أبا نصر، ولم يبرح معه الكوهرائين، ومضى معه إلى القلعة، فلما توفي خدم الكوهرائين [ألب أ] [1] رسلان ووقاه بنفسه لما جرحه يوسف، فلم يغن عنه، فلما ملك جلال الدولة ملك شاه جاء إلى بغداد في رسالة، وجلس له القائم بأمر الله في صفر سنة ست وستين، وأعطاه عهد جلال الدولة، وأقطعه ملك شاة واسط، وكان قد جعل إليه الشحنكية ببغداد، ثم قبل ذلك نال دنيا واسعة، فرأى ما لم يره خادم يقاربه من نفوذ الأمر، وكمال القدرة والجاه وطاعة العسكر، ولم ينقل أنه مرض ولا صدع، ونال مراده في كل عدو له، وذكر أنه لم يجلس إلا على وضوء، وكان يصلي بالليل ولا يستعين على وضوئه بأحد، ولا يعلم أنه صادر أحدا ولا ظلمه، إلا أنه كان يعمل رأيه في قتل من لا يجوز قتله من اللصوص ويمثل بهم، ويزعم أن ذلك سياسة، ولما اختصم محمد وبركيارق كان مع بركيارق فكبا به الفرس فسقط وعليه سلاحه فقتل، ثم حمل إلى بغداد فدفن بها في الجانب الشرقي، وتربته مقابل رباط أبي النجيب.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید