المنشورات

محمد بن محمد بن محمد بن جهير الوزير، أبو منصور بن أبي نصر الوزير بن الوزير، الملقب عميد الدولة

كان حسن التدبير، كافيا في مهمات الخطوب، كثير الحلم، لم يعرف أنه عجل على أحد بمكروه، وقرأ الأحاديث على المشايخ، وكان كثير الصدقات، يجيز العلماء، ويثابر على صلاتهم، ولما احتضر القائم أوصى المقتدي بابن جهير، وخصه بالذكر الجميل، فقال: يا بني، قد استوزرت ابن المسلمة، وابن دارست، وغيرهما، فما رأيت مثل ابن جهير. وكان عميد الدولة قد خدم ثلاثة خلفاء، ووزر لاثنين منهم، تقلد وزارة المقتدي في صفر سنة اثنتين وسبعين فبقي فيها خمس سنين، ثم عزل بالوزير أبي 25/ ب شجاع، ثم عاد بعد عزل أبي شجاع/ في سنة أربع وثمانين، فلم يزل إلى أن مات المقتدي، ثم دبر المستظهر التدبير الحسن ثماني سنين وأحد عشر شهرا وأربعة أيام، وكان عيبه عند الناس الكبر، وكانت كلمه معدودة، فإذا كلم شخصا قام ذلك مقام بلوغ الأمل [1] ، حتى أنه قال يوما لولد أبي نصر بن الصباغ: اشتغل وأدأب، وإلا كنت صباغا بغير أب: فلما نهض المقول له ذلك من مجلسه هنأه الناس بهذه العناية، ثم آل أمره إلى أن قبض عليه وحبس في باطن دار الخلافة، فأخرج من محبسه ميتا [2] في شوال، فحمل إلى داره فغسل بها، ودفن في التربة التي استجدها في قراح ابن رزين، وكان فيها قبور جماعة من ولده، ومنع أصحاب الديوان دفنه، وأخذوا الفتاوي بجواز بيع تربته لأنه لم يثبت البينه بأنه وقفها ولم يتم لهم ذلك.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید