المنشورات

محمد بن منصور، أبو سعد المستوفي في الملقب بشرف الملك

من أهل خوارزم وكان جليل القدر/ وكان يتعصب لأصحاب أبي حنيفة وهو الذي بني المدرسة الكبيرة بباب الطاق وبنى القبة على قبر أبي حنيفة [2] ، وبنى مدرسة بمرو ووقف فيها كتبا نفيسة، وبنى أربطة في المفاوز وعمل مصالح كثيرة، ثم ترك الأشغال وكان الملوك يصدرون عن رأيه، ولم يتنعم أحد تنعمه ولا راعى أحد نفسه في مطعمة ومشربه ومركبه، حتى أنه كان يشرب ماء خوارزم بأصبهان ويزعم أنه يمرئه وأنه عليه نشأ، وكان يأكل حنطة مرو ببلاد الشام وهي أجود الحنطة، وبذل لجلال الدولة [ملك شاه] مائة ألف دينار حتى عز له عز الأشراف، وكانت خاتون الجلالية قد قسطت على أرباب الأموال مالا فقسطت عليه [3] جملة وافرة نوبتين، فقال لبعض من يدخل إليها: اعلم أن الذي أخذ منى لا يؤثر عندي، فإن لي ذخائر جمة وجميع [4] ذلك كسبته في أيامهم وإن لم يعلموا بأن ما أخذ مني لم يغير حالي واستوحشوا مني وأسأل أن تعرفها أنني الخادم الذي لم يغيره حال، وأن مالي بين أيديهم فأخبرت خاتون بذلك، فاسترجحت عقله وأمن بذلك [5] من ضرر.
توفي أبو سعد فِي جمَادى الآخرة من هَذِهِ السنة بأصبهان.




مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید