المنشورات

أبو المعالى الصالح

34/ ب سكن باب الطاق [6] ، وكان مقيما بمسجد/ هناك معروف [به إلى اليوم] [7] سمع وعظ ابن أبي عمامة فتاب وتزهد.
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ ابن قسامي الفقيه، قال: حدثني أبو الحسن ابن بَالانَ، وَكَانَ ثِقَةً قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمَعَالِي الصالح، وحدثني مسعود بن شيرازاد [8] [الْمُقْرِئُ] [8] ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمَعَالِي الصَّالِحَ، يَقُولُ: ضَاقَ بِيَ الأَمْرُ فِي رَمَضَانَ حَتَّى أَكَلْتُ فِيهِ رُبْعَيْنِ بَاقِلَّى، فَعَزَمْتُ عَلَى الْمُضِيِّ إِلَى رَجُلٍ مِنْ ذَوِي قَرَابَتِي أَطْلُبُ مِنْهُ شَيْئًا، فَنَزَلَ طَائِرٌ فَجَلَسَ عَلَى مَنْكِبِي، وَقَالَ: يَا أَبَا الْمَعَالِي أَنَا الْمَلِكُ الْفُلانِيُّ لا تَمْضِ إِلَيْهِ نَحْنُ نَأْتِيكَ بِهِ فَبَكَرَ الرَّجُلُ إِلَيَّ.
حدثني أبو محمد عبد الله بن علي المقرئ، قال: كان أبو المعالى لا ينام إلّا جالسا، ولا يلبس إلا ثوبا واحدا شتاء كان أو صيفا، وكان إذا اشتد البرد عليه يشد المئزر بين كتفيه، قال: وكنت يوما عنده فقيل له: قد جاء سعد الدولة شحنة بغداد، فقال:
اغلقوا الباب، فجاء فطرق الباب، وقال: ها أنا قد نزلت عن دابتي، وما أبرح حتى يفتح لي، ففتح له [فدخل] [1] فجعل يوبخه على ما [هو] [2] فيه، وسعد الدولة يبكى بكاء كثيرا، فانفرد بعض أصحابه وتاب على يده.
توفي أبو العالي في هذه السنة، ودفن قريبا من قبر أحْمَد.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید