المنشورات

عمر بن المبارك بن عمر، / أبو الفوارس:

ولد سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وقرأ القرآن، وسمع الحديث من أبي القاسم بن بشران، وأبي منصور السواق، وأبي الحسن القزويني وغيرهم، وأقرأ السنين الطويلة وختم القرآن عليه ألوف من الناس. وروى الحديث الكثير، فحدثنا عنه ابن بنته أبو محمد المقرى، وكان من كبار الصالحين الزاهدين المتعبدين حتى إنه كان له ورد بين العشائين يقرأ فيه سبعا من القرآن قائما وقاعدا، فلم يقطعه مع علو السن.
وتوفي ضحى نهار يوم الأربعاء سادس عشر المحرم عن سبع وسبعين [2] ممتعا بسمعه وبصره وعقله، وأخرج من الغد فصلى عليه سبطه أبو محمد في جامع القصر، وحضر جنازته ما لا يحد من الناس، حتى ان الأشياخ ببغداد كانوا يقولون: ما رأينا جمعا قط هكذا لا جمع ابن القزويني [ولا جمع ابن الفراء] [3] ولا جمع الشريف أبي جعفر،وهذه الجموع التي تناهت إليها الكثرة وشغل الناس ذلك اليوم وفيما بعده عن المعاش، فلم يقدر أحد من نقاد الباعة في ذلك الأسبوع على تحصيل نقده.
وقال لي أبو محمد سبطه: دخل إلى رجل بعد رجوعي من قبر جدي، فقال لي:
رأيت مثل هذا الجمع قط [1] ؟ فقلت: لا، فقال لي: ذاك من ها هنا خرج، يشير إلى المسجد ويأمرني فيه بالاجتهاد.
ورئي أبو منصور في النوم، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بتعليم الصبيان فاتحة الكتاب.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید