المنشورات

يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام الشيباني التبريزي، أبو زكريا

أحد أئمة اللغة، كانت له معرفة حسنة بالنحو واللغة، قرأ على أبي العلاء وغيره، وتخرج به جماعة من أهل اللغة، وصاحبه الأكبر شيخنا أبو منصور ابن الجواليقي، وقال شيخنا أبو منصور ابن خيرون: ما كان أبو زكريا بمرضى الطريقة، قال شيخنا ابن ناصر: ولكنه كان ثقة فيما يرويه. وصنف التصانيف الكثيرة، وتوفي فجاءة في جمادي الآخرة من هذه السنة، وصلى عليه أبو طالب الزينبي، ودفن إلى جانب تربة أبي إسحاق الشيرازي بباب أبرز.
أنبأنا أبو منصور ابن الجواليقي، قال: أنشدنا أبو زكريا قال: كتب إلى العميد الفياض:
قل ليحيى بن علي ... والأقاويل فنون
غير أني لست من يكذب ... فيها ويخون
أنت عين الفضل إن مد ... ت إلى الفضل العيون
أنت من عزبه الفضل ... وقد كان يهون
فقت من كان وأتعبت ... لعمري من يكون
وإذا قيس بك الكل ... فصحو ودجون
وإذا فتش عنهم ... فالأحاديث شجون
قد سمعنا ورأينا ... فسهول وحزون
ووزنا بك من كان ... فقيل وقيون
إنك الأصل ومن ... دونك في العلم غصون
إنك البحر وأعياني ... ن ذوى الفضل عيون
ليس كالسيف وإن حلى ... في الحكم الجفون
ليس كالفذ المعلى ... ليس كالبيت الحجون
ليس كالجد وإن ... آنس هزل ومجون
ليس في الحسن سواء ... أبدا بيض وجون
ليس كالأبكار في اللطف ... وإن راقتك عون
إن ودى لك عما ... يصم الود مصون
ليس لي منه ظهور ... تتنافي وبطون
بل لقلبي منه صب ... بالمعافاة مكون
غلق الرهن وقد يغلق ... في الحب الرهون
ومن الناس أمين ... في هواه وخؤون
قال أبو زكريا: فكتبت إليه:
قل للعميد أخي العلا الفياض ... أنا قطرة من بحرك الفياض
شرفتني ورفعت ذكرى بالذي ... ألبستنيه من الثنا الفضفاض
إني أتيتك بالحصى عن لؤلؤ ... أبرزته عن خاطر مرتاض
ولخاطري عن مثل ذاك توقف ... ما إن يكاد يجود بالأنقاض
أيعارض البحر الغطامط جدول ... أم درة تقتاس بالرضراض
يا فارس النظم المرصع جوهرا ... والنثر يكشف غمة الأمراض
لا تلزمني من ثنائك موجبا ... حقا فلست لحقه بالقاضي
ولقد عجزت عن القريض وربما ... أعرضت عنه أيما أعراض
أنعم علي ببسط عذري إنني ... أقررت عند نداك بالانفاض] [1]




مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید