المنشورات

دخول يوسف بن أيوب الهمذاني الواعظ إلى بغداد

ومن الحوادث: دخول يوسف بن أيوب الهمذاني الواعظ إلى بغداد، وكان قد دخلها بعد الستين والأربعمائة، فتفقه على الشيخ [1] أبي إسحاق حتى برع في الفقه، ثم عاد إلى مرو فاشتغل بالتعبد، واجتمع في رباطه خلق زائد عن الحد من المنقطعين إلى الله تعالى، وعاد إلى بغداد في هذه السنة فوعظ بها، فوقع له القبول، وقام إليه رجل متفقه يقال له ابن السقاء، فآذاه في مسألة، فقال له: اجلس فإني أجد من كلامك رائحة الكفر، ولعلك تموت على غير دين الإسلام فاتفق [2] بعد مديدة أن ابن السقاء خرج إلى بلاد الروم وتنصر، وقام إليه ابنا أبي بكر الشاشي، فقالا له: إن كنت تتكلم على مذهب الأشعري وإلا فلا تتكلم، فقال: اجلسا لا متعكما الله بشبابكما، فماتا ولم يبلغا الشيخوخة.
قال المصنف: ورأيت بخط شيخنا أبي بكر بن عبد الباقي البزاز، قال: في يوم الخميس ثالث عشر ذي القعدة من سنة ست وخمسمائة سمع صوت هذه عظيمة/ في 49/ ب أقطار بغداد بالجانبين الشرقي والغربي، وسمعت أنا صوتها وأنا جالس في المارستان حتى ظننت أنه صوت حائط قد ذهب بالقرب منا، ولم يعلم ما هو ولم يكن في السماء غيم، فيقال: صوت رعد.




مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید