المنشورات

محمد بن علي بن ميمون بن محمد، أبو الغنائم النرسي ويعرف بأبي الكوفي : لأنه كان جيد القراءة في زمان الصبوة فلقبوه بأبيّ.

ولد في شوال سنة أربع وعشرين، وسمع الكثير وأول سماعه سنة سبع وثلاثين [1] ، وكتب وسافر ولقي أبا عبد الله العلويّ العلامة، وهو مُحَمَّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي [2] . وكان هذا العلوي يعرف الحديث، وكان صالحا، سمع ببيت المقدس وحلب ودمشق والرملة، ثم قدم بغداد فسمع البرمكي، والجوهري، والتنوخي، والطبري، والعشاري، وغيرهم. وكان يورق للناس بالأجرة، وقرأ القرآن بالقراءات، واقرأ، وصنف، وكان ذا فهم ثقه، ختم به علم الحديث ببلده.
أنبأنا شيخنا أبو بكر بن عبد الباقي، قال: سمعت أبا الغنائم ابن النرسي يقول: ما بالكوفة أحد من أهل السنة والحديث إلا أبيا، وكان يقول: توفي بالكوفة ثلاثمائة وثلاثة عشر/ رجلا من الصحابة لا يتبين قبر أحد منهم إلا قبر علي عليه السلام، وقال: جاء 59/ ب جعفر بن محمد، ومحمد بن علي بن الحسين فزارا الموضع من قبر أمير المؤمنين علي، ولم يكن إذ ذاك القبر، وما كان إلا الأرض حتى جاء محمد بن زيد الداعي وأظهر القبر.
وقال شيخنا ابن ناصر: ما رأيت مثل أبي الغنائم في ثقته وحفظه، وكان يعرف حديثه بحيث لا يمكن أحدا أن يدخل في حديثه ما ليس منه، وكان من قوام الليل.
ومرض ببغداد وانحدر فأدركه أجله بحلة ابن مزيد يوم السبت سادس عشر شعبان، فحمل إلى الكوفة.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید