المنشورات

تطور النزعة العصرية

بدات النزعة العصرية عام 1917 بالدادية ص بوقوف
ضد الوسائل الاصطلاحية العرفية في التعبير وبتدمير التقليد الفني للقرن التاسع عشر ‎٠‏ وكانت الدادية ظاهرة حرب
عالمية واحتجاج على الحضارة الغربية ‎٠‏ وتميزت برفض
حازم لاغراء الاشكال الجاهزة المريحة « والكليشهات »
اللغوية التي تزيف موضوع الوصف وتلفي تلقائية التعبير٠‏
وكانت الدادية والسريالية بعدها جهدا من أجل تلقائية
التعبير بما ينتضمنه ذلك من طابع رومانسي ) ضد تزييف
التجربة الفردية باشكال ميتة من التعبير ‎٠‏ فقد كان تطور
الادب منذ الرومانسية بمثابة صراع ضد التقليدي
والاصطلاحي في أشكال اللغة التعبيرية » ويمكن أن نعتبر
التاريخ الادبي للقرن التاسع عشر الى حد ما تاريخ اللغة
التعبيرية ‎٠‏ ولكن القرن التاسع عشر لم يتعد البحت عن
مجرد التوازن بين القديم والجديد » بين الاشكال التقليدية
ونلقائية التعبير الفردي .

أما الدادية فقد تطلبت التدمير الكامل للوسائل
التعبيرية الجارية والمستهلكة وبذلك أقامت نظريتها على

تناقض ‎٠‏ فكيف يجعل الفنان نفسه مفهوما - وهو ما
يبتغيه السريالي أو الدادي بلا جدال - ثم يتنكر لكل وسائل
التواصل ويحطمها ؟ ‎٠‏

ونتج عن ذلك التناقض اتجاهان : ويتمثل الاول في
الارهابيين اللغويين ) محطمي اللغة من الرومانسيين
والرمزيين والسرياليين الذين يريدون محو الشائع والتقليدي
والمعتاد وكل الصيغ الجاهزة من اللغة كلية } والذين
يعتصمون من مخاطر اللفة بالهام نقي عذري اصيل من
النبع كما يزعمون ‎٠‏ وهؤلاء يقفون ضد كل تدعيم وتجميد
لحياة النفس الحميمة ) كما يقفون مع « الحسية السيالة
المتدفقة » > ضد كل ما يفرضه ما هو خارج النفس أو الروتين او 1 لمؤسسات من طابع 3 سعيا وراء الدفقة الحيوية
النفسية ومباشرة الخبرة الروحية وأصالتها ‎٠‏

والاتجاه التاني عند من يمكن تسميتهم بالبلاغيين
الذين يعترفون بوساتل النواصل والاشكال المفهومة مباشرة
لانقاذ الفن من انتحار السريالية وصمتها المطلق في النهاية
كعجز عن التعبير والتواصل : فما تقول به من طريقة
تلقائية ف الكتابة أقل مرونة : درجه كبيرة من الاسلوب
العقلاني الجمالي المحكوم ‎٠‏ ن اللاوعي - بمقدار ما
يبرز الى النور _ أفقر كثيرا كما ان ا كثيرا من العقل
الواعي ‎٠‏ ولا تتحقق أهمية السريالية في قيمة ما قدمته من
أعمال" بل ف توجيهها الاهتمام الى الطريق المسدود ف
نهاية الرمزية والى عقم العرف الادبي الذي لم يعد له
صلة بالحياة : فقد اعتقد الرمزيون أن كل فكرة أو احساس
يطراً عليهم يتضمن تعبيرا عن صميم طبيعتهم كما آمنوا
ايمانا صوفيا بسحر الكلمة ‎٠‏ ولكن السرياليين ارتابوا في
مقدرة أي شيء خارجي شكلي ‘ منتظم عقليا ) على
التعبير عن الانسان على وجه الاطلاق بل ارتابوا حتى في
قيمة ذلك التعبير مقتربين من عدمية أدبية ‎٠‏ ومع أن
التقليد الرمزي كما عبر عنه مالارميه لم ينته على الرغم
من ذلك فان البلاغيين اندريه جيد وفاليري والبوت ورلكه »
تابعوا الاتجاه الرمزي رغم قرابتهم من السريالية في نقطة
محددة تتعلق بوجود عالم باطن مفارق لا علاقة له
بالعالم ‎٠‏

وهؤلاء البلاغيون يؤمنون بسحر الكلمة ويبنون أدبهم
على روح اللفة والادب والتقاليد ‎٠‏

وفي عام ؟؟١‏ ظهرت الارض الخراب ويوليسوسمعا و عزفا النغمتين الرئيسيتين في الادب الجديد : يوليسوس
يتحرك في نزعة تعبيرية شبه سريالية » والارض الخراب
تعكس رمزية شكلية ويشتركان معا في التناول العقلاني ‎٠‏
‏وكان آدب جويس ينبع من خبرة الوجود « النقي » الاولي >
أما أدب اليوت فينبع من خبرة الحضارة والثقافة 4 وهما
يقدمان في أعمالهما نسقا فكريا ‎٠‏ ومصدر الالهام عند
جويس حقائق الحياة المباشرة ص ومشكلات الوجود
الانساني » آما ذلك المصدر عند اليوت فهو الثقافة
التاريخية والتقليد العقلاني وتراث ا لمعاني والاشكال ‎٠‏
‏ونجد الاساس الاول عند جويس ( وكافكا ) خبرة غير
عقلانية أو رؤيا آو صورة ميتافيزيقية أو ميثولوجية ع
بينما ذلك الاساس عند آليوت ( وفاليري ) فكرة أو مسالة٠‏
ويسجل هذا التمايز ثنائية توبعت في مجال الفن الحديث
كله ‎٠‏ الا آن هذبن الاسلوبين المتضادين يقدمان أشكالا
هجينة كثيرة » وتجميعات انتقائية ويبدوان كوعي واحد
منقسم على نفسه اكثر مما يبدوان اتجاهين متعارضين ‎٠‏

ففي هذا القرن تظهر وحدة النظرة العامة الى الحياة
مهددة تهديدا شديدا & لذلك فقد مكون اقتران أبجد
الاطسراف وتوحيد أضخم التناقضات موضوعا رئيسيا في
الادب الحديث ‎٠١‏

 

مصادر و المراجع :

١- موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم

المؤلف: محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (المتوفى: بعد 1158هـ)

٢- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

المؤلف: نشوان بن سعيد الحميرى اليمني (ت ٥٧٣هـ)

٣- لسان العرب

المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (ت ٧١١هـ)

٤- تاج العروس من جواهر القاموس

المؤلف: محمّد مرتضى الحسيني الزَّبيدي

٥- كتاب العين

المؤلف: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (ت ١٧٠هـ)

٦- معجم اللغة العربية المعاصرة

المؤلف: د أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت ١٤٢٤ هـ) بمساعدة فريق عمل

٧- المعجم الوسيط

المؤلف: مجمع اللغة العربية بالقاهرة

(إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید