المنشورات

عبد الله بن محمد [بن أحمد بن الحسين، أبو محمد] بن أبي بكر الشاشي

ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وسمع أبا عبد الله بن طلحة النعالي وغيره، وتفقه على أبيه وناظر وأفتى، وكان فاضلا ظريف [الشمائل] [2] مليح المحاورة حسن العبارة، وحضرت مجلس وعظه، وكان ينشئ الكلام المطابق المجانس ويقوله في المجلس، سمعته يقول في مجلس وعظه: أين القدود العالية والخدود الوردية، امتلأت بها العالية والوردية. وهذا اسم مقبرتين في نهر معلى. وحضر يوما آخر النهار في التاجية للوعظ، وكان في السماء غير فارتجل في الطريق أبياتا وأنشدها في آخر المجلس، وهي:
قضية أعجب بها قضيه ... جلوسنا الليلة في التاجيه
والجو في حلته الفضيه ... صقالها قعقعة رعديه
أعلامها شعشعة برقيه ... تنثر من أردانها العطريه
ذائب در ينشر البريه ... والشمس تبدو تارة جليه
ثم تراها مرة خفيه ... كأنها جارية حييه
حتى إذا كانت لنا العشيه ... نضت لباس الغيم بالكليه
وأسفرت في الجهة الغربيه ... صفراء في ملحفة ورسيه
كرامة أعرفها شاشية
ومن أشعاره:
الدمع دما يسيل من أجفاني ... إن عشت مع البكاء ما أجفاني
سجني شجني وهمتي سجاني ... والعاذل بالملام قد شجاني
والذكر لهم يزيد في أشجاني ... والنوح مع الحمام قد أشجاني
ضاقت ببعاد مهجتي أعطاني ... والبين يد الهموم قد أعطاني
توفي أبو محمد ثاني المحرم وصلى عليه بجامع مع القصر، ودفن عند قبر أبيه في تربة الشيخ أبي إسحاق.




مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید