المنشورات
زيادة دجلة
وزادت دجلة فبلغ الماء إلى باب المدرسة، ومنع الجواز من طريق الرباط ودخلت السفن الرقة [2] .
وقد ذكرنا أن الخادم نظرا لما حج خرج بالحاج مريضا فعاد وسلمهم إلى قيماز، فلما وصلوا إلى مكة طمع أمير مكة في الحاج واستزرى بقيماز فطمعت العرب ووقفت في الطريق وبعثوا يطلبون رسومهم، فقال قيماز للحاج: المصلحة ان تعطوهم ونستكفي شرهم، فامتنع الحاج من ذلك فقال لهم: فإذا لم تفعلوا فلا تزوروا السنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغاثوا عليه، وقالوا: نمضي إلى سنجر فنشكو منك، وكانوا قد وصلوا إلى الغرابي فخرجت عليهم العرب بعد العصر يوم السبت رابع عشر المحرم فقاتلوهم، فكثرت العرب فأخذوا من الثياب والأموال والأجمال والأحمال ما لا يحصى، وأخذوا من الدنانير ألوفا كثيرة، فتحدث جماعة من التجار أنه أخذ من هذا عشرة آلاف، ومن هذا عشرون ألفًا، ومن هذا ثلاثون ألفا، وأخذ من خاتون أخت مسعود ما قيمته مائة ألف دينار، وتقطع الناس وهربوا على أقدامهم يمشون في البرية فماتوا من الجوع 34/ أوالعطش والعري، وقيل: إن النساء طين أجسامهن بالطين لستر العورة [1] ، / وما وصل قيماز إلى المدينة إلا في نفر قليل.
وجاء في هذه السنة باليمن مطر كله دم حتى صارت الأرض مرشوشة بالدم وبقي أثره بثياب الناس.
ومرض ابن البلنكري وهو خاص السلطان مسعود، فلما عوفي أسقط المكوس، وكان المكاس ببغداد يلقب مختص الحضرة، وكان يبالغ في أذى الناس، وأخذ أموالهم، ويقول: أنا قد فرشت حصيرا في جهنم، فمرض ومات في ربيع الآخر من هذه السنة.
مصادر و المراجع :
١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك
المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي
(المتوفى: 597هـ)
29 ديسمبر 2023
تعليقات (0)